غادر، قبيل عيد الفطر، يهوديان مغربيان من جنسية فرنسية، مطار بشار على متن الرحلة (أس أف 23/89) المتوجهة للجزائر العاصمة، وهذا بعد زيارة سرية استمرت ليومين التقيا خلالها عددا من المسؤولين المحليين بولاية بشار لإتمام الإجراءات الخاصة بنقل جثمان الحاخام اليهودي "أبحسيرة إسرائيل" المتوفى بتاريخ 09 جوان 1944. رصدت "الخبر" أهم مراحل تنقل هذين الشخصين وهما "أزروال موشي" (مواليد 1935 بالدار البيضاء في المغرب) و(ليفي سيمون من مواليد 23 سبتمبر 1959 بالدار البيضاء)، حيث التقيا كل من رئيس بلدية بشار قبل التوجه إلى مديرية الشؤون العامة والتنظيم لولاية بشار للقاء مسؤولها هناك والتباحث فيما يتعلق بنقل رفات صهر أزروال موشي ورجل الدين اليهودي "أبحسيرة إسرائيل" الملقب ب"بابا سالي" من بشار إلى مرسيليا بفرنسا، وهذا لبناء مزار له حتى يتسنى لليهود من أقاربه وممن عرفوه أم لم يعرفوه الترحم عليه والدعاء له نظير ما قدمه من خدمات للديانة اليهودية وللتوراة وكذا التبرك بقبره. واستنادا لمعطيات خاصة حصلت عليها "الخبر"، فإن تدخل هؤلاء تركز على رفاة رجل الدين واسمه "إسرائيل" دون الحديث عن مصير أقاربه وهم "أبحسيرة شالوم" و"أبحسيرة حاييم" و"أبحسيرة يوسف" الذين توفوا ودفنوا في المقبرة التي يرقد فيها الحاخام "إسرائيل" والموجودة بمنطقة مولى بشار. وعلمت "الخبر" أن أزروال أظهر معرفة كبيرة ودقيقة بمدن وشوارع ولاية بشار بدرجة حيّرت من استمعوا لتصريحاته، التي قال فيها إن خدمات صهره كانت معروفة لدى سكان مناطق الجنوب الغربي دون أن يحدد هذه الخدمات. مضيفا أنه قدّم خدمات جليلة للثورة التحريرية دفع ثمنها بخسرانه شاحنتين من الحجم الكبير كانت تحمل المؤونة للثوار انطلاقا من المملكة المغربية، مضيفا أن هيكل السيارة الذي قصفته طائرة المستعمر الفرنسي لا يزال موجودا لحد الساعة بمنطقة بوذنيب المغربية، في حين أن معطيات خاصة ب"الخبر" و من خلال تتبع مسيرة هذا الحاخام، تبيّن أن أقاربه يحتفظون بذكريات سيئة عن إقامته بولاية بشار وأنه لو كان يدعم الثوار لحصل على "حماية وحصانة خاصة". وبعيدا عن هذا التوثيق التاريخي ومدى صحة أي رواية منه، فإن المؤكد أن نقل جثمان الحاخام "إسرائيل"، يأتي تنفيذا للاتفاقية التي عقدتها الجزائر مع فرنسا بخصوص نقل رفات الموتى، إلا أن تصريح صهره بنقل رفاة "إسرائيل" إلى مرسيليا يشوبها الكثير من الغموض فيما إذا كان الأمر يتعلق باستغلال هذه الاتفاقية لتحويل الرفاة إلى فرنسا ومنها إلى إسرائيل، لأنه لا يعقل أن يكرّم حاخام يهودي مشهود له بخدمة اليهودية والتوراة في فرنسا فقط، فمقام الرجل وفق هذا الاعتبار يفرض دفنه في إسرائيل "الأرض الموعودة والمباركة" وفق العقيدة اليهودية (الصحيح هو العقيدة الصهيونية وليس اليهودية.. محرر "الأول"). وحسب ما توفر من معطيات، فإن وزارة الداخلية واستنادا إلى طلب من سفارة فرنسابالجزائر، راسلت ولاية بشار منذ جانفي لتحضير الإجراءات الخاصة بنقل هذا الحاخام، إلا أن هذه المراسلة لم تبلّغ بها بلدية بشار أو أن هذه الأخيرة أبلغت وتقاعست عن التنفيذ، إلا أنه بوصول صهر الحاخام ومرافقه وإيداعهما طلب نقل الرفاة وتحويله، تقرر الإسراع في هذه الإجراءات، حيث من المطلوب أن تتم مراسلة وكيل الجمهورية لدى محكمة بشار لأخذ رأيه في هذا الموضوع، وفي هذا الصدد رجّح مصدر مسؤول أن يكون توجّه إليه بالرسالة، مساء الخميس.