أقر حاخام يهودي رافق القوات الأمريكية التي تقوم بعمليات قصف عشوائي واسعة النطاق في مدينة الفلوجة، بمقتل عدد من الجنود والضباط اليهود الأمريكان خلال مشاركتهم في هذه المعارك التي بدأت قبل أسبوع على يد جماعات المقاومة المتواجدة بالمدينة. ونقل مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في نيويورك الأحد الماضي عن الحاخام أرفيننج ألسون قوله: "هناك العديد من اليهود قتلوا في المعارك الدائرة بالفلوجة، ومنهم المقدم أندي شتيرن بسلاح المدفعية، وجرى دفنه في المقبرة العسكرية الأمريكية في أرلينجتون" في الولاياتالمتحدة. وأضاف الحاخام في مؤتمر عقده في نيويورك بعد عودته من العراق قبل أيام قليلة وحضره مجموعة كبيرة من الحاخامات: "هناك 4 يهود آخرون قتلوا في العراق، منهم مارك أفينين وكان من أمهر القناصة ويبلغ من العمر 19 عامًا"، وهو حفيد أحد كبار الحاخامات اليهود في أمريكا. وأشارت "هآرتس" إلى أن أرفيننج عاد إلى نيويورك لإقناع المزيد من الحاخامات اليهود للالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي المتواجد بالعراق، حيث يعتبر أرفيننج أن "الخدمات التي يمكن أن يقدمها الحاخامات للجنود اليهود الأمريكيين المتواجدين بالعراق أفضل عدة مرات من الخدمة كحاخام في معبد". وقال الحاخام: "معظم الشباب اليهودي في الجيش الأمريكي المتواجد بالعراق يتراوح عمره بين 18 و19 عامًا، وهي المرة الأولى التي يغادرون فيها أمريكا، حيث يلتحق الفتيان والفتيات اليهود بالخدمة العسكرية بعد إنهاء دراستهم". وبحسب "هآرتس"، فإن واشنطن ليس لديها أي معطيات رسمية عن عدد الجنود الأمريكان اليهود في العراق الذين قتلوا منذ بداية الحرب (مارس 2003)، غير أن مراسل الصحيفة أشار إلى أن نبأ مصرع ضابط مارينز يهودي في الفلوجة الأسبوع الماضي كان سببًا في الكشف مرة أخرى عن وجود يهود ضمن القوات الأمريكية في العراق. وقدر الحاخام أرفيننج عدد الجنود اليهود في العراق بأنه يتراوح بين 800 إلى 1000 جندي وضابط، فيما يبلغ عدد الحاخامات في الجيش الأمريكي بالعراق نحو 37 موزعين على قوات الاحتياط، والقوات البحرية، والقوات الجوية. ونقلت "هآرتس" عن مسئولة كبيرة بمنظمة الحاخامات العسكريين في أمريكا، لم تنشر اسمها قولها: "إن عددًا كبيرًا من الجنود يخفي هويته الدينية، كما أن هناك جنودًا يهودًا لا يتصلون بحاخام الجيش الأمريكي". وعن دور الجنود اليهود في المعارك الدائرة في الفلوجة، قال أرفيننج: "دوري كحاخام يتمحور في القيام بزيارة الجنود اليهود الذين يقاتلون هناك لوعظهم وإرشادهم في صفوف القتال الأمامية". وأضاف: "أن الجنود اليهود يحتفلون بأعيادهم الدينية في العراق، وأتذكر أنني احتفلت 17 مرة بعيد رأس السنة اليهودية الأخير مع جنود يهود في عدة مدن عراقية". وقال الحاخام: "قيادات القوات الأمريكية في العراق تقدر إنجازات الجيش الإسرائيلي، وحينما يعلمون أني يهودي يسألونني عن إسرائيل ويمتدحون الجيش الإسرائيلي". ومنذ احتلال العراق في أبريل 2003، كشفت العديد من التقارير الصحفية الغربية والإسرائيلية والعربية أن إسرائيل تحاول التغلغل داخل العراق بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث تحدثت تقارير عن قيام اليهود في العراق بشراء الأراضي والعقارات، فيما قالت تقارير أخرى إن هناك ما بين 70 إلى 100 شركة إسرائيلية تعمل على بيع وتسويق بضائع لمنتجات إسرائيلية في الأسواق العراقية وفق ما قالته صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية. وذكرت تقارير أخرى أن القوات الأمريكية في العراق لجأت إلى الاستعانة فعليًّا ب"خبرة وتقنيات إسرائيل" في التصدي للمقاومة الفلسطينية من أجل الاستفادة منها في قمع المقاومة العراقية، حيث قام عدد من الجنود الأمريكيين بالسفر إلى إسرائيل للتدرب على هذه الوسائل. الإسلام اليوم