قالت جريدة "الخبر" الجزائرية نقلا عن البرلماني الفرانكو إسرائيلي ذو الأصول التونسية، ماير حبيب، أنه تم البدء في أولى عمليات تجميع أماكن دفن اليهود بالجزائر في جوان 2017. جاء ذلك بعد شكوى وصلته من أهالي يهود عاشوا بالجزائر، من "هجْر" و"إهمال" مقابرهم مقارنة بمقابر المسيحيين التي كانت محل تأهيل، منذ أن زار نيكولا ساركوزي المقبرة المسيحية ببولوغين بالعاصمة نهاية 2006، وكان حينها وزيرا للداخلية. وأضافت "الخبر": كتب البرلماني بصفحته ب"الفيسبوك"، أن عائلات اليهود المتوفين المهتمة بجمع قبورهم مدعوة في غضون ستة أشهر المقبلة، لإظهار إرادتهم بخصوص نقل رفاتهم إلى فرنسا أو إسرائيل، أو إلى أي بلد آخر يريدون. وطلب منهم التوجه إلى "بيت الكاهن" (مجلس الديانة اليهودية)، وهو هيئة دينية يشرف عليها حاخام يهودي، تتكفل بإقامة طقوس محددة لجمع بقايا جثث يهود أو نقلها من مقبرة إلى أخرى داخل بلد واحد، أو من بلد لآخر. وأحال حبيب المعنيين بالقضية على رئيس "بيت الكاهن" جويل ميرغي الذي يوجد مقره بباريس. ونقلت الجريدة الجزائرية عن "بيت الكاهن" في بيان له، نشر حديثا، أن عدد مقابر اليهود بالجزائر يصل إلى 81 مقبرة وأن 31 منها سيتم نقلها إلى "مقابر مجمّعة". وأوضح بأن عدد القبور يصل إلى 57.898، سيتم تجميع 1136 منها فقط. مشيرا إلى أن الفضاءات التي سيتم إخلاؤها بفعل إبعاد القبور منها "ستستعملها السلطات الجزائرية لغرض المنفعة العامة، سواء لإقامة حديقة عمومية أو لبناء مدرسة أو مستشفى، طبقا لاتفاق جزائري فرنسي". ويبدي البرلماني، المنتمي لحزب وزير العمل الفرنسي السابق جان لوي بورلو، مخاوف من اختفاء كامل لقبور اليهود وأماكن دفنهم. وأوضح بأن قرارا بخصوص المحافظة عليها، صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية في 26 ماي الماضي، يأخذ بعين الاعتبار الإطار القانوني لتجميع المقابر، وبأن نص القرار يحترم المراسم الدينية المرتبطة بالعملية. تؤكد "الخبر" وتضيف: وجاء في بيان "بيت الكاهن"، أن مقابر اليهود غير المعنية بعملية جمعها في أماكن أخرى، ستستفيد من أشغال تحديث وإصلاح القبور التي توجد في حالة سيئة، وإعادة بناء الجدران التي تحطمت أو إقامة جدران جديدة. مشيرا إلى أن مقابر اليهود ستكون محل حراسة وعناية من طرف الحارس المشرف على المقبرة المسيحية، التي غالبا ما تكون في نفس مكان المقبرة اليهودية. وتصل قيمة أشغال الترميم والبناء، حسب مجلس الديانة اليهودية، إلى 1.5 مليون أورو. فيما ستجري عملية اختيار الأعوان الذين سيتكفلون بتجميع القبور شهر نوفمبر المقبل. وأضاف البيان بأنه بإمكان العائلات التي ترغب في نقل رفات ذويها من الجزائر إلى فرنسا، تحقيق ذلك وفق شروط إدارية ومالية، سيتم نشرها قريبا بعد استشارة النشطة في إطار هذا الملف، حسب نفس البيان، الذي أوضح بأن نفقات تسفير رفات جثة واحدة مقدرة بحوالي 3200 أورو. وتابع البيان بأن الحكومة الفرنسية، عن طريق القسم المكلف بملف مقابر اليهود بالجزائر بوزارة الخارجية، "أظهرت تعاونا ووافقت على كل طلباتنا"، بخصوص إعادة الاعتبار للمقابر اليهودية بالجزائر. وبأن "بيت الكاهن" يأمل في إعادة النظر في القرار 9 سبتمبر 2009 الذي يتناول تجميع المقابر المسيحية بالجزائر حصريا. مشيرا إلى أن "دبلوماسيينا افتكوا من الحكومة الجزائرية قرارا ملحقا في 16 مارس 2016، يتعلق بتوسيع التجميع ليشمل كل المقابر الأوروبية". وبذلك يرخص القرار الأصلي، حسب البيان، بتحويل القبور اليهودية المتضررة إلى المقبرة اليهودية الأقرب. وأكد بأن تغيير مكان أي قبر لا يتم دون مراسم دينية بإشراف "بيت الكاهن".