لا يمكن تسمية ما قامت به الجارة الجزائر تجاه مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي إلا بأنه وقاحة ما بعدها وقاحة، إذ كيف ترفض دولة استقبال ممثل دولة جارة، بمرتبة مستشار ملكي، بمبرر أنه يهودي وأن له صداقة بإسرائيل، وهي تهمة، حتى إذا صدقناها فإنها تجعلنا نتساءل كم من مسؤول عربي وإفريقي على علاقة بإسرائيل، ويُستقبل في الجزائر بالأحضان، كما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسه، قال، عقب لقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، إيهود باراك،على هامش جنازة الحسن الثاني في غشت 1999: " لن أكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين وأعني بهذا أقبل ما يقبله الفلسطينيون أنفسهم". كما أن ويكيليكس نشر برقية تؤكد أن إدريس الجزائري، ممثل الجزائر الدائم لدى مكتب الأممالمتحدة ،عرض خدماته على الإسرائيليين، وأعرب لدبلوماسيين غربيين عن سعادته لوضع نفسه لخدمة إسرائيل". لقد نشرت جريدة "الشروق"، المقربة من المؤسسة العسكرية بالجزائر، خبرا يقول: "سارعت مصالح وزارة الخارجية لتفادي سيناريو دخول شخصيات يهودية معروفة بولائها لإسرائيل، عبر بوابة المؤتمر الجزائري الإفريقي للاستثمار، من خلال إلغاء الدعوة التي وجهت للمغرب في آخر لحظة بعد إيفاد الملك المغربي محمد السادس، لمستشاره أندريه أزولاي". وأكدت "الشروق"، نقلا عن مصادرها، "إلغاء عدد من الدعوات التي وجهت لشخصيات ومنظمات كان من المفروض أن تحضر المنتدى الإفريقي للأعمال والاستثمار المنعقد في الجزائر طيلة الأيام الثلاثة الماضية، منها موفد المملكة المغربية إلى المنتدى، وهو مستشار الملك المغربي محمد السادس، أندريه أزولاي، من أصول يهودية ومعروف بصداقته مع إسرائيل". مضيفة أن المصالح الدبلوماسية الجزائرية تفاجأت بإيفاد أندريه أزولاي للجزائر، لتلغي قبل أيام فقط من المنتدى حضور هذا الأخير، تجنبا لأية تبعات وتفاديا للتأويلات.