كشفت صحيفة "ABC" الإسبانية أن رئيس هيئة أركان الدفاع، الأدميرال الجنرال تيودورو إستيبان لوبيز كالديرون، أمر بتشكيل فريق عمل عسكري جديد مكلف بتحليل وتقييم التهديدات المحتملة المرتبطة بأنشطة المغرب، سواء داخل إسبانيا أو خارجها، واقتراح الردود الملائمة عليها. ووفق الصحيفة ذاتها، فإن الفريق بدأ عمله فعلياً خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تكتم رسمي، وبتوجيه مباشر من رئيس الأركان دون الرجوع إلى رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، وهو ما أثار استياءً في بعض الأوساط الحكومية التي تتبنى سياسة تهدئة تجاه الرباط. وتأتي هذه الخطوة، حسب مصادر عسكرية تحدثت للصحيفة، في سياق تصاعد "القلق" مما وصفته ب"أنشطة التأثير وجمع المعلومات الاستخباراتية" التي يُعتقد أن المغرب يقوم بها داخل الأراضي الإسبانية وفي محيطها، خاصة في مجالات الدفاع. وبينما يُنظر إلى هذه المبادرة على أنها إجراء وقائي من قبل المؤسسة العسكرية، إلا أنها وُصفت من قبل بعض القيادات بأنها "مجازفة غير محسوبة"، بالنظر إلى التوقيت الحساس الذي تمر به العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، لاسيما بعد التقارب الأخير بشأن ملف الصحراء.
ورغم تحفظ بعض الجهات، فإن فئة من القيادات العليا في الجيش الإسباني ترى أن رئيس الأركان تصرف بما يمليه عليه واجبه الوطني والعسكري، معتبرة أن مهمته تكمن في الاستعداد لجميع السيناريوهات، في حين تبقى للحكومة الكلمة الأخيرة في اتخاذ القرارات السياسية.