أظهرت المندوبية السامية للتخطيط أن غالبية المغاربة يعارضون فكرة المساواة في الإرث، حيث يرفض أكثر من ثمانية مغاربة من أصل عشرة هذه الفكرة. ووفقًا لدراسة اعتمدت على بيانات المسح الوطني لعام 2016 حول إدراك الأسر لبعض جوانب أهداف التنمية المستدامة، فإن حوالي 87 بالمائة من المغاربة يعارضون المساواة في الميراث، وتظهر المعارضة بشكل أوضح في المناطق الحضرية بنسبة 89.2 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية بنسبة 82.8 بالمائة. وعلى مستوى الجنس، كان الرجال أكثر تشددًا في رفضهم، حيث يعارض 92.3 بالمائة من الرجال بشدة هذه الإصلاحات. أما النساء، ورغم استفادتهن المتوقعة من المساواة، فإن 81.4 بالمائة منهن يعارضن هذا التوجه. وفق الدراسة التي أجرتها مندوبية التخطيط وفيما يتعلق بتصورات المغاربة حول المساواة بين الجنسين بشكل عام، أوضحت الدراسة أن 63.3 بالمائة من النساء يعتقدن بعدم وجود مساواة بين الجنسين في المغرب، بينما يتبنى هذا الرأي 54.8 بالمائة من الرجال. ويبرز هذا الاختلاف أيضًا حسب الفئات العمرية، حيث أظهر الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أعلى نسبة اعتقاد بوجود عدم مساواة بنسبة 63.6 بالمائة، مقارنة بالأشخاص الأكبر سنًا الذين يعتقدون أن الوضع أفضل. وترجع المندوبية هذه الفجوة إلى تأثير التعليم والمعايير الاجتماعية ووعي الشباب المتزايد بالقضايا المرتبطة بالمساواة، في حين يميل كبار السن الذين نشأوا في بيئات تقليدية إلى الاعتقاد بأن التغيرات الحالية كافية. وذكرت الدراسة أن العوامل الثقافية الموروثة تشكل السبب الرئيسي لعدم المساواة بين الجنسين في المغرب بنسبة تصل إلى 58.7 بالمائة، تليها العوامل البشرية بنسبة 18.1 بالمائة، التأثير الديني بنسبة 9.3 بالمائة، ضعف تعليم النساء بنسبة 8.6 بالمائة، وعدم استقلالهن الاقتصادي بنسبة 5.3 بالمائة.