شهدت الرياضة المغربية خلال الأيام الأولى من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 بداية متعثرة، حيث أخفق الرياضيون المغاربة في التأهل إلى المراحل المتقدمة من المنافسات، مما أثار موجة من الانتقادات تجاه المسؤولين الرياضيين في البلاد، وعلى رأسهم فيصل لعرايشي، رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية. في يومي السبت والأحد، تعرض الرياضيون المغاربة لانتكاسات متتالية في مختلف الرياضات، ففي رياضة التجديف، أخفقت مجدولين العلوي في التأهل لربع النهائي بعد احتلالها المركز الأخير في سلسلتها، مما يضطرها لخوض دور إقصائي جديد.
وفي رياضة المسايفة، تلقت يسرى زكراني هزيمة قاسية من البولندية مارتينا جيلينسكا بنتيجة 15-3، كما خسر حسام الكرد في دور ال32 ضد روسلان كوربانوف من كازاخستان.
أما في رياضة الجودو، فقد خابت آمال سمية إيراوي بعد خسارتها أمام القبرصية صوفيا أسفيستا في وزن -52 كلغ، وكذلك عبد الرحمان بوشيتا الذي خسر أمام باروش شمايلوف في وزن -66 كلغ، وفي السباحة، لم تنجح إيمان البارودي في بلوغ نصف نهائي 100 متر على الصدر، رغم أنها احتلت المركز الثاني في سلسلتها خلال الإقصائيات.
وتسلط هذه الإخفاقات الضوء على تساؤلات حادة حول أداء القيادي في الرياضة المغربية، فيصل لعرايشي، الذي يرأس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منذ عشر سنوات، بسبب تكرار الفشل في تحقيق نتائج متميزة، على الرغم من تخصيص ملايين الدراهم سنويًا لإعداد الفرق الرياضية.
العارفون في مجال الرياضة اعتبرو أن أن الفشل أصبح عنواناً لكل ما يتولى فيصل العرايشي الإشراف عليه، من منصبه كرئيس اللجنة الأولمبية، حيث تتوالى الانتكاسات لتكشف عن إخفاقات إدارة الشؤون الرياضية الأولمبية، إلى قيادته لجامعة التنس التي عانت من الجمود والتراجع طوال العقدين الماضيين، بعد الجيل الذهبي المتميز بهشام أرازي ويونس العيناوي وكريم العلمي.
ولا تقتصر الانتقادات لعرايشي، على المجال الرياضي فقط، فعلاوة على دوره في اللجنة الأولمبية، يشغل لعرايشي أيضًا مسؤولية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (سورياد- دوزيم) منذ عام 1999، حيث يُعاب على العرايشي فشله في تحسين مستوى الإعلام العمومي مقارنة بدول أخرى مثل إسبانيا والبرتغال ومصر، التي أظهرت تطورًا كبيرًا في هذا المجال.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، أعيد انتخاب فيصل لعرايشي لولاية ثالثة في عام 2023، بعدما كان المرشح الوحيد لخلافة نفسه.
وفي ظل استمرار دورة الألعاب الأولمبية في باريس، ستبقى الأنظار متجهة نحو نتائج الفرق المغربية، وحول ما إذا كانت الرياضة المغربية ستنجح في استعادة بريقها في الفعاليات المقبلة، وما إذا كان يمكن للعرايشي ومن معه إعادة تقييم الاستراتيجيات والخطط لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.