اثر الحديث عن عودة رجل الأعمال عزيز أخنوش إلى حزب التجمع الوطني للأحرار وهذه المرة من موقع رئاسة الحزب، هو الذي كان قد قدم استقالته من الحزب في 2011، حين اختار حزب الأحرار عدم المشاركة في حكومة بنكيران، توجه موقع "الأول" بسؤال حول هذه العودة وهل هي مقدمة لتحالف حكومي يكون حزب الأحرار جزءا منه؟. أم أن الأمر له علاقة بنتائج الحزب الأخيرة في الانتخابات التي لم ترق إلى تطلعات أعضاءه، مما أدى إلى استقالة رئيسه صلاح الدين مزوار والحديث عن تعويضه بعزيز اخنوش؟ إلى العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والحقوقية والإعلامية لاستقصاء رؤيتهم حول هذا التحول.. المؤرخ المعطي منجب: لقد أخرجوا أخنوش من حزب الأحرار في السابق لكي يبقى في الحكومة وهاهم الآن يعيدونه للحزب لكي يبقى في الحكومة قال المعطي منجب المؤرخ والكاتب، في تعليقه على رجوع عزيز أخنوش إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن كان قد قدم استقالته من الحزب: "لقد أخرجوا أخنوش من حزب الأحرار في السابق لكي يبقى في الحكومة وهاهم الآن يعيدونه للحزب لكي يبقى مرة أخرى في الحكومة"، وتابع منجب إن "مثل هذه الأحزاب التي صنعتها الدولة ووزارة الداخلية ليست مستقلة ولا تملك قرارها". وأضاف أن "قيادات الأحزاب التي خلقتها الداخلية مثل الأحرار يتحدد موقعها من القصر وليس داخل أحزابها وهياكلها"، مشيرا إلى أن الدولة هي "من يقرر وليست قواعدها، لقد تابعنا كيف أدخلوا مزوار للأحرار وبعد مدة قصيرة أصبح رئيسا للحزب، مؤكدا على أن مثل هذه الممارسات هي استخفاف بالمجتمع السياسي وبالمغاربة". القيادي عبد العزيز أفتاتي: البؤس السياسي والزلزال البامجي ضرب العديد من الأحززاب وعليها تصحيح ذلك عبد العزيز أفتاتي صرح ل"لأول" في تعليقه على عودة عزيز أخنوش إلى حزب الحمامة، بعد أن استقال منه في وقت سابق، "بعد أن ضرب البؤس السياسي والزلزال "البامجي" العديد من الأحزاب، فمن الطبيعي أن تقوم باستدراك ذلك بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، وخصوصا أن هذا الطاعون قد سرق منها أصواتها وأعيانها، ونخرها من الداخل". وقال أفتاتي إن "هذا الأمر يخص حزب الأحرار لوحده، وهو شأن داخلي لا نتدخل فيه، لكن أي تصحيح يكون داخل الأحزاب السياسية من شأنه أن يعود بالنفع للحياة السياسية سنكون فرحين له"، مضيفا "شريطة أن لا يعود هذا الطاعون ليجعلها في خدمة أجنداته التحكمية." الحقوقية نضال سلام: أخنوش كان خاصو يخرج خرجوه، والآن بغاوه يرجع رجعوه، فالأمر ليس بيده وقالت نضال سلام الناشطة اليسارية والحقوقية، إن "أحزابا مثل التجمع الوطني للأحرار هي أحزاب إدارية غير مستقلة بقرارها"، وتابعت سلام: "أخنوش كان خاصو يخرج خرجوه، والآن بغاوه يرجع رجعوه، فالأمر ليس بيده". وأضافت نضال سلام أن "رجوع أخنوش له علاقة بالتحالف الحكومي المقبل، ولأن الرجل له علاقة طيبة ببنكيران الذي دافع عنه في العديد من الأوقات، عكس مزوار الرئيس المستقيل من قيادة الأحرار مؤخرا." الإعلامي خالد الجامعي: عودة أخنوش لا يمكن أن تحصل دون موافقة الدوائر العليا من المعروف أنه رجل القصر ومن جهته قال خالد الجامعي الصحفي والسياسي السابق متهكما: "تخلطات بكراع كلب"، وتابع إن "ما يحصل هو قمة العبث السياسي، لقد نزل مستوى المشهد السياسي إلى أدنى مستوى"، وأضاف الجامعي أن "عودة أخنوش لا يمكن أن تحصل دون موافقة الدوائر العليا، حيث من المعروف أن أخنوش رجل القصر". واستغرب خالد الجامعي من أن يتشكل التحالف الحكومي مع حزب الأحرار، وأن كون أخنوش في قيادة الحزب بالنظر لعلاقته المتشنجة مع بنكيران، قائلا: "إنهما حبان لا يلتقيان"، مضيفا "..إن هذا المشهد السياسي مع كل هذه التناقضات هو عبث في عبث، ويصعب على المرء أن يعطي تفسيرا منطقيا له". الباحث أحمد البوز: عودة أخنوش للأحرار هو في سياق الترتيب للخارطة الحكومية المقبلة أحمد البوز الصحفي والباحث قال "إن عودة أخنوش للأحرار هي في سياق الترتيب للخريطة الحكومية المقبلة"، مضيفا "ستستمر نفس الأغلبية الحكومية مع إضافة حزب الإتحاد الدستوري، كذلك لقطع الطريق أمام تحالف حكومي مشكل من الكتلة الوطنية التي على ما يبدو أنها أصبحت خطا أحمر". وتابع البوز إن هذا "الأمر يريح العدالة والتنمية حيث أن الأحرار ليست له شروط كبيرة للالتحاق بالتحالف الحكومي عكس حزب الاستقلال، باعتباره حزب وطني له حمولة ومضمون سياسي وفكري، بالمقارنة مع الأحرار حيث من المعروف أن الاستقلال تصعب المفاوضات معه"، موضحا أن "تشكيل حكومة من الكتلة من شأنها إفراغ المعارضة من مضمونها السياسي، الفراغ الذي لايمكن "للبام" أن يملأه باعتباره قوة عددية وليست كيفية."