Secretary General of the League of Arab States Ahmed Aboul Gheit gestures as he speaks during a joint news conference with Russian Foreign Minister Sergey Lavrov following their talks in Moscow, Russia, Monday, Oct. 9, 2023. (Sergei Ilnitsky/Pool Photo via AP) قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية تُثمن عالياً هذا التعاون الممتد على كافة المستويات مع روسيا الاتحادية، الشريك الدولي الفاعل الذي يربطنا به تاريخ مديد من العلاقات السياسية، فضلاً عن مقومات تاريخية وثقافية تمثل أرضية صلبة يمكن البناء عليها من أجل تدعيم أواصر العلاقات بيننا، ولتعزيز قدرتنا سوياً على مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة. وأضاف، خلال كلمته أمام منتدى التعاون العربي الروسي المنعقد فى المملكة المغربية اليوم الأربعاء، أن العلاقات العربية الروسية أثبتت فعاليتها على مر التاريخ من خلال التعاون الوثيق والثقة المتبادلة ولازالت جامعة الدول العربية تسعى للمزيد من تطوير هذه العلاقات وتعميقها. واعتبر أن العلاقة مع روسيا تقوم على أساس من الندية والاحترام المتبادل والفهم المشترك للقضايا محل الاهتمام من جانب كل طرف وليس بخافٍ ما مرت به المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من تحديات أمنية وسياسية، وهزات تعرضت لها بعض دولها، موضحا إن تجاوز هذه الأزمات المعقدة، في سوريا واليمن والسودان والصومال، يحتاج إلى تفهم وتعاون من القوى الدولية الكبرى، ومن بينها روسيا بكل تأكيد، فهي شريك أصيل للكثير من دولنا، بالجغرافيا والتاريخ وإرث التعاون السياسي الوثيق. ومن بين التحديات التي تواجه منطقتنا، بحسب أبو الغيط، تظل القضية الفلسطينية هما رئيسيا وجرحا غائرا في قلب أمتنا، والجميع يتابع الجريمة التي ترتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من قتلٍ لآلاف الأبرياء، جُلهم من النساء والأطفال إلى تدمير مُتعمد للبُنية الأساسية من المستشفيات والمدارس وتهجير للناس وإخراجهم من بيوتهم، موضحا أن العالم كله يُتابع وقائع هذه الجريمة النكراء، التي أعادت إلى الأذهان توحشاً وخروجاً على الحضارة كنا نظن أن البشرية تجاوزته وبرئت منه. وأضاف أن جريمة غزة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليست عاراً عليه فقط وإنما عارٌ على من كل من شارك بالتأييد أو الدعم أو الصمت على الجرائم حيث أنه لا مُسمى لما يجري في غزة سوى بأنه مذبحة وحرب إبادة وتطهير عرقي، مدينا من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار محملا إياه دماء الأبرياء الذين تزهق أرواحهم بلا جريمة أو ذنب. واعتبر أن خطة الاحتلال صارت واضحة، وهي تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة والقضاء على إمكانيات الحياة في القطاع لفترة طويلة أو تهجير أهله قسرياً بحيث يتحقق فصل الشعب عن أرضه وتنتهي القضية الفلسطينية ويتم تصفيتها وهو ما لن يكون أبداً. وأشاد بالدول التي قررت الانحياز للجانب الصحيح من التاريخ التي سمت الأشياء بمسمياتها وعبرت بوضوح عن موقف متوازن جوهره أن الاحتلال واستمراره هو لب المشكلة وأصل القضية وأن تاريخ الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، بل قبل ذلك بكثير. معالجة مأساة غزة ومنع تكرارها، طبقا للرؤية التي تبناها أبو الغيط، يتطلب حلا جذريا لمسببات اشتعالها، وأعني هنا تطبيق حل الدولتين بأسرع وقت ممكن، فغزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون سوى بمعالجة القضية وتسويتها، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، موضحا أنه لا حل سوى أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم وأن تكون لهم سيادة على أرضهم تطبيقاً لحق تقرير المصير الذي ما زال قادة إسرائيل يتنصلون منه، ويرفضونه ويعلنون على الملأ وبلا خجل، حيث أنهم سوف يستمرون في اغتصابه عبر ممارسة الاحتلال وعلى كل من يسعى لتحقيق سلام مستدام، ومن بينها روسيا الاتحادية، لصالح شعوب المنطقة جميعا، أن يدرك أن الاحتلال هو أصل القضية، وأن انهاءه هو بداية الحل. وعلى صعيد الأزمات العربية المستمرة، يقول أبو الغيط إنها اتسعت رقعة المواجهة المسلحة في السودان وتزايدت التكلفة البشرية والمادية لتلك الحرب الدائرة منذ ابريل الماضي معربا عن أمله فى ان تسود الحكمة واعلاء المصلحة العليا للوطن السوداني ومؤسساته الوطنية ومصلحة الشعب السوداني العريق. ودعا إلى استكمال مسار الحل السياسي في ليبيا، ومرافقة الليبيين لحين تحقيق كافة أهدافهم في استقرار بلادهم واستعادة سيادتها وأمنها. وشدد على ضرورة الوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية لصالح شعبها، ولصالح أمن المنطقة الذي يتعرض اليوم لتهديدات خطيرة في منطقة البحر الأحمر. وأعرب الأمين العام عن دعمه لأى جهد يبُذل لمعالجة مسببات وتداعيات الأزمة السورية من مختلف جوانبه، مشددا على أهمية استمرار العمل الجاد بين لجنة الاتصال العربية من جهة وسوريا من جهة أخرى بهدف احراز تقدم في المسائل المنصوص عليها في قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة. وأضاف أن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على البعد السياسي والاستراتيجي، بل تتعداها إلى المجال الاقتصادي الذي يشهد نمواً كبيراً، وإن كان أقل مما نطمح إليه، ولا يتوافق وعمق العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية التي تجمع بيننا، ولا بحجم الإمكانات التي يتمتع بها الجانبان والفرص الاقتصادية الواعدة لدى الدول العربية. ودعا إلى إلى تشجيع ودعم مجلس الأعمال العربي الروسي، ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس؛ بما يحقق المزيد لصالح شعوبنا ويصل بنا لشراكة بناءة تخدم مصالح الطرفين. وأضاف أن التعاون الثقافي والعلمي، على سبيل المثال، يتطلب مزيداً من الاهتمام والجهود المشتركة وأن نضعه على سلم الأولويات بهدف تعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا الاتحادية. ودعا إلى تنفيذ مقترح إقامة مركز ثقافي عربي في موسكو، الذي اعتمد في اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى، ليكون ركيزة لمزيد من التعاون في المجالات الثقافية والعلمية ولتعميق أواصل التقارب بين الشعبين العربي والروسي؛ وقد اقترحنا في هذا الصدد تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء هذا المركز.