قضى عنصر في فرق الإطفاء الفرنسية يبلغ 24 عاماً، في سان دوني قرب باريس عندما كان يكافح حرائق أضرمت في سيارات ليل الأحد الاثنين، فيما تواصلت أعمال الشغب لليلة السادسة على التوالي، على ما ذكر وزير الداخلية. وكتب الوزير جيرالد دارمانان في تغريدة "توفي العريف في كتيبة الإطفاء في باريس رغم تدخل زملائه السريع" موضحاً أن الحادث "وقع في مرآب تحت الأرض". وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن "التحقيق جار" لتحديد ملابسات الحريق. ولم يؤكد أي طرف رسمياً حتى الآن وجود رابط بين الحريق وأعمال العنف التي تشهدها مدن فرنسية منذ وفاة الفتى نائل (17 عاماً) برصاص شرطي في نانتير في ضاحية باريس الغربية الثلاثاء الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية صباح الاثنين، توقيف 157 شخصاً ليل الأحد الاثنين، خلال أعمال الشغب. وأشارت الوزارة إلى إصابة ثلاثة عناصر من القوى الأمنية ورصد 352 حريقاً وإحراق 297 سيارة. واستهدفت أعمال الشغب أيضاً مركزاً للشرطة وثكنة للدرك. وأعلن دارمانان تعبئة زهاء 45 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك ليل السبت الأحد، للتعامل مع أعمال الشغب. وقضى نائل (17 عاماً) برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة القتل العمد. وشيّع جثمانه مئات الأشخاص السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية. ووجّهت جدّة الشاب نائل، دعوة عبر التلفزيون الأحد، ناشدت فيها المحتجّين التوقّف عن أعمال التخريب والنهب والحرق. وقالت الجدّة ناديا مخاطبة المحتجّين "توقّفوا، لا تكسّروا". وأضافت في مقابلة أجرتها معها قناة "بي إف إم تي في" التلفزيونية الإخبارية "لأولئك الذين يكسّرون أقول لهم: توقّفوا. فليتوقّفوا عن تكسير الواجهات وليتوقفوا عن تكسير المدارس والحافلات". وتابعت "توقّفوا. من يستقلّ هذه الحافلات هنّ أمّهات، من يسير في الخارج هنّ أمّهات". وعلى مدى الليالي الست الفائتة شهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتكسير وإحراق اندلعت إثر وفاة الشاب وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد. وأضافت جدّة الضحية "نريد أن يبقى هؤلاء الشبّان هادئين. نائل مات. كان لابنتي ولد واحد. ابنتي ضاعت وانتهت حياتها. وأنا، لقد حرموني ابنتي وحفيدي". وجدّدت ناديا التأكيد أنّها لا تحمّل سلك الشرطة بأسره مسؤولية وفاة حفيدها بل تحصر هذه المسؤولية بالشرطيين "اللذين ضرباه على رأسه" بعقبي مسدسيهما وبالشرطي الذي أرداه "برصاصة في قلبه. كان بإمكانه أن يطلق النار على ساقه أو على ذراعه". كما أعربت الجدّة عن صدمتها لحملة التبرّعات التي نظّمت على الإنترنت لحساب الشرطي الذي قتل حفيدها. وقالت "الحزن يملأ قلبي. لقد سلبني حفيدي. هذا الرجل يجب أن يدفع الثمن كأيّ شخص آخر. أولئك الذين يكسّرون والذين يضربون عناصر الشرطة سيعاقبون أيضاً. أنا أثق بالعدالة. أنا أؤمن بالعدالة". وتعرض منزل رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوبباريس فنسان جانبران الأحد، لهجوم في حادث لقي تنديداً واسعاً. وقال جانبران إن "مشاغبين" اقتحموا فجراً منزله بسيارة أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه. وأوضح على تويتر أن ما جرى "محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف"، بينما كان موجوداً في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة. وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب "الجمهوريين" (يمين معارض) لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة أثناء محاولة الفرار من المعتدين. ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، أكدت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الأحد من لاي-لي-روز أن الحكومة "لن تتسامح مع أي عنف" وأنه سيتم تطبيق "أقصى درجات الحزم" في العقوبات.