فازت الفرنسية جوستين ترييه، السبت، بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمها "أناتومي دون شوت" (Anatomie d'une chute)، لتصبح بذلك ثالث مخرجة تحصل على هذه المكافأة الأرفع في تاريخ مهرجان كان السينمائي. وبهذا الفوز، تخلف جوستين ترييه البالغة 44 عاما، المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون ("ذي بيانو" سنة 1993)، والفرنسية جوليا دوكورنو ("تيتان" عام 2021)، لتؤكد الحركة البطيئة نحو المساواة بين الجنسين في قطاع السينما الذي هيمن عليه الرجال تقليديا. وتحصد ترييه هذه المكافأة السينمائية الرفيعة بعد أربعة أفلام في مسيرتها، بينها "سيبيل" الذي اختير للمنافسة سابقا في مهرجان كان. واختارت اللجنة التي ترأسها السويدي روبن أوستلوند وضمت بين أعضائها الفرنسية جوليا دوكورنو، توجيه رسالة معاصرة عن "تفاهة الشر"، من خلال منح الجائزة الكبرى إلى البريطاني جوناثان غلايزر عن فيلمه "ذي زون أوف إنترست"، الذي يدور حول الحياة اليومية لقائد عسكري في معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز. ومنحت جائزة أفضل إخراج لتران أنه هونغ عن فيلمه "لا باسيون دو دودان بوفان" المتمحور حول فن الطهو الفرنسي مع بونوا ماجيميل، فيما فاز فيلم "فالن ليفز" للفنلندي أكي كوريسماكي بجائزة لجنة التحكيم. وأعطيت جائزتا أفضل أداء تمثيلي في مهرجان كان للياباني كوجي ياكوشو عن دوره في فيلم "برفكت دايز" لفيم فندرز، وللتركية ميرفه ديزدار عن دورها في فيلم "عن الأعشاب اليابسة" (Kuru Otlar Ustune) لمواطنها نوري بيلغه جيلان. وقد طبعت هذه الدورة خصوصا بالجدل الذي رافق عودة جوني ديب إلى صدارة المشهد السينمائي من بوابة المهرجان، بعد المحاكمة الصاخبة التي تواجه فيها مع طليقته أمبر هيرد بسبب اتهامات متبادلة بالعنف الأسري، فضلا عن الحضور القوي للسينما الإفريقية، وعودة أساطير هوليودية إلى جادة كروازيت الشهيرة في كان. وتميزت هذه النسخة أيضا بحضور كوكبة من نجوم هوليود إلى الريفييرا الفرنسية للمشاركة في المهرجان: مارتن سكورسيزي الذي قدم مع النجمين ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو أحدث أفلامه، "كيلرز أوف ذي فلاور مون"، وهاريسون فورد الثمانيني الذي صعد درج المهرجان بمناسبة عرض أحدث أفلام "إنديانا جونز"، حيث يودع شخصية عالم الآثار الشهير، وأيضا الممثلة جين فوندا والمخرج كوينتن تارانتينو اللذان تحدث كل منهما عن السينما ومسيرته الشخصية.