تتطلع الجماهير التونسية بشغف وترقب إلى ملعب المدينة التعليمية بالعاصمة القطريةالدوحة والذي يحتضن اليوم الثلاثاء المواجهة الأولى لمنتخب نسور قرطاج في كأس العالم قطر 2022 بملاقاة منتخب الدانمارك في افتتاح مباريات الدور الأول من المجموعة الرابعة. وتكتسي مواجهة المنتخب الدانماركي أهمية بالغة لمنتخب تونس الذي يطمح إلى دخول منافسات المونديال من أوسع الأبواب ودعم حظوظه بهدف تحقيق التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، ولكن أيضا لفك عقدة خيباته في المباريات الافتتاحية للنهائيات والتي رافقته في مشاركاته الأربع الماضية في كأس العالم. وعلى مدى مشاركاتهم الخمس في المونديال سنوات 1978 و1998 و2002 و2006 و2018، لم ينجح نسور قرطاج في تحقيق العبور للدور الثاني، كما أن سوء الحظ رافقهم في مبارياتهم الافتتاحية في المونديال منذ ظهورهم الثاني في النهائيات في نسخة فرنسا 1998 وحتى النسخة الأخيرة في روسيا 2018. وتعاني تونس التي تشارك للمرة السادسة، كأكثر منتخب عربي حضورا في كأس العالم مع كل من المغرب والسعودية، من عقدة المباراة الافتتاحية والتي رافقتها في أربع مناسبات كاملة. وباستثناء الفوز على المكسيك في أول مشاركة لنسور قرطاج في مونديال الارجنتين 1978، خسرت تونس 3 مباريات في استهلال مشاركاتها وذلك في دورتي 1998 و 2018 عندما انهزمت أمام أنجلترا (2-0) و (2-1) وفي مونديال 2002، بالخسارة أمام منتخب روسيا (2-0) في حين كانت أفضل نتيجة لها هي التعادل (2-2) أمام السعودية في مباراتها الأولى لحساب مونديال 2006.. وأبدت الأوساط الكروية بتونس اهتماما غير مسبوق بمباراة الدانمارك التي سلطت عليها وسائل الإعلام الكثير من الضوء بعد فترة من الخلافات والمشاكل في معسكر المنتخب التونسي جراء قائمة اللاعبين واختيارات الجهاز الفني، لكن تلك الأجواء المليئة بالتوتر سرعان ما استحالت إلى حالة من التفاؤل بالنسبة لمدرب نسور قرطاج جلال القادري الذي شدد على قدرة منتخب بلاده على تحقيق نتيجة مشرفة في مواجهة الدانمارك اليوم في افتتاح المجموعة الرابعة. وفي المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة، قال جلال القادري في قاعة المؤتمرات بمقر إقامة منتخب تونس: "منتخب الدنمارك يعد حاليا من أفضل المنتخبات الأوروبية ومواجهته لن تكون سهلة بالمرة، نحن ندرك جيدا مكانة المنافس لكننا نعلم أننا نستمد قوتنا من ثقة اللاعبين بأنفسهم وقدرتهم على العطاء الغزير على أرض الملعب والدفاع دون هوادة من أجل الخروج بنتيجة مشرفة في المباراة الافتتاحية التي ستكون لنتيجتها أهمية في مسار التأهل للدور الثاني". وتابع القادري: "تونس لا تبدو غريبة عن المسابقة ونحن نشارك للمرة السادسة ببطولة كأس العالم، ونسعى لتحقيق إنجاز تاريخي والعبور من مرحلة المجموعات للمرة الأولى في تاريخ المونديال، بدأنا الإعداد لهذا الموعد منذ يونيو الماضي واستفدنا من جميع الوديات بما فيها لقاء البرازيل الذي انتهى بخسارة ثقيلة" . وبخصوص عقدة الإكتفاء بالدور الأول في كل مشاركات منتخب بلاده، كشف القادري أن "تونس استطاعت أن تقدم مستويات جيدة في النسخ السابقة بالمونديال، ولكن في أوقات مختلفة لم يحالفها التوفيق بسبب صعوبة المجموعة". وواجه جلال القادري انتقادات لاذعة من الشارع الرياضي ووسائل الإعلام على خلفية اتهامه بالمحاباة في قائمة اللاعبين الذين وجه لهم الدعوة لكأس العالم، لكنه رد في المؤتمر الصحفي قائلا: "هذا الجدل حول القائمة يحدث في كل منتخبات العالم، الأهم أن الجميع في أتم درجات التركيز والجاهزية لخوض مواجهة الدنمارك، هذا ما يهمني حاليا". وكان المنتخب التونسي اختتم استعداداته لمباراة الدانمارك لحساب الجولة الأولى من منافسات كأس العالم بحصة تدريبية دارت بملعب العقلة بالعاصمةالقطريةالدوحة. وشهدت تدريبات زملاء يوسف المساكني مشاركة كل اللاعبين باستثناء حارس المرمى البشير بن سعيد الذي تأكد غيابه عن المباراة لكن إتحاد كرة القدم كشف عن "تحسن تدريجي للوضعية الصحية للاعب البشير بن سعيد الذي سيستأنف التمارين الجماعية بصفة عادية نهاية الأسبوع الجاري وذلك على ضوء الكشوفات التي أثبتت سلامته بحسب طبيب المنتخب سهيل الشملي.