عاد رشيد نيني، الذي لم يسلم شريف في هذا البلد من تلفيقاته الحاقدة وسفسطاته العُصابية، بدءا من محامييه خالد السفياني ومصطفى الرميد.. مرورا بأكبر رموز الفكر والثقافة في العالم كعبد اللطيف اللعبي، وانتهاء بالحقوقيين والصحفيين الذين ساندوه- مبدئيا- وهم يعلمون أن الرجل من طينة موحلة في الأمراض والأحقاد، ما إن تلفحها شمس الحرية حتى تعود لنفث سمومها النتنة على كل زهور هذا الوطن وربيعه. عاد نيني ليلفق ويقول إن موقع "الأول" الذي أتشرف برئاسة تحريره، سيضعه رجل الأعمال كريم التازي رهن إشارة فدرالية اليسار، خلال الانتخابات التشريعية القادمة، وهذا شرف لا أدّعيه، شخصيا. فكريم التازي من أشجع وأنقى رجال الأعمال في هذا البلد، وفيدرالية اليسار، من أهم وأصدق وأعمق التعابير السياسية المغربية، باعتراف الخصوم والمنافسين. وشخصيا، لو كنت أملك، لوحدي، جريدة وخُيِّرت فيمن يكون شريكي من بين كل رجال الأعمال المغاربة، لما ترددت في اختيار كريم التازي (ها انا جيتك من الأخير). موقع "الأول" لا علاقة له بكريم التازي وكل أراجيف مسيلمة الكذّاب، حقد وكذب. كل ما هناك أن نخبة من أبرز مثقفي المغرب المستقلين، ضمنهم عبد الله حمودي وكريم التازي، اتصلت بي، أنا سليمان الريسوني، بشكل شخصي، لتشكيل لجنة "مستقلة" لدعم فدرالية اليسار، فرحبت بالفكرة التي لم نكد نشرع في مباشرتها حتى تلقفها الزميل "الحاقد" وملأها- كدأبه- بالكذب والسموم. هاهي الانتخابات قادمة يا نيني وسيتأكد القراء من منّا الكذاب الأفّاق. أتحداك يا نيني، الذي لا يعرف أحد، بما في ذلك شركاؤك المعلنون، مصدر الأموال "السوداء" التي تُضخُّ في مشاريعك العقارية والإعلامية، أن تثبت أدنى علاقة لموقعنا بكريم التازي أو بغيره. نيني، أجمل شيء يعجبني فيك هو أنك "مكتحشمش"، فجبهتك أعرض من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عندما تكون خلف "الكلافيي"، أما أمام الناس فالجميع يعرف خجلك المرضي الذي تخفيه مثلما كنت تخفي صلعتك تحت "الكاسكيطة" قبل أن يحررك منها السجن فرب ضارة نافعة… كيف تسوّل لك نفسك القول، وأنت تتحدث عن موقع "الأول": "يعيش المغرب،على عهد وزير الاتصال مصطفى الخلفي، فوضى إلكترونية غير مسبوقة، إذ يكفي أن يصمم لك تقني هاو موقعا بمائتي درهم، وتشتري "أي باد" مسروق وتقرصن "الويفي" من أقرب مقهى لكي تصبح مدير موقع إلكتروني تتصل بالمسؤولين والمنتخبين وعباد الله وتهددهم وتبتزهم". ألا تخجل.. موقع "الأول" الذي انطلق بعد موقعك الإلكتروني الفاشل، بثلاث سنوات، تجاوزه ب900 درجة (تسعمائة) رتبة في "أليكسا" يا كذاب، الأرقام لا تكذب. نيني، كأي كذّاب عُصابي انفعالي، يفضح نفسه بنفسه، ويدُكّ ما حرثه. فهل موقعنا "الأول" صممه "تقني هاو بمائتي درهم" كما قلت في بداية مقالك، أم أنه موقع "يضخّ فيه الملياردير كريم التازي الأموال" كما عدت تقول لاحقا "وزكّي معانا دابا أ نيني". نيني، أتحداك أن تقول لي، وقد خرجت من السجن دون أن تدخل "المساء" أو تخرج منها بدرهم، كيف أسست "الأخبار" وأصبحت مستثمرا في العقار، ومن أين لك بذلك "القصر" التي تشيّده في بنسليمان، والمشاريع العقارية التي أطلقتها في منطقة المنصورية وغيرها. هل تعتقد يا نيني أن واحدا من العاملين في جرائدك يجهل كيف ابتززت في مقالاتك عثمان بنجلون، ومولاي حفيظ العلمي، وعبد السلام أحيزون، وآخرين. قلت فيهم، حقيقة وكذبا، هاجمتهم، جرّمتهم.. لكن ما إن كانوا يذيقونك "جلفة إشهار" حتى تُصبح مداحا لهم ثنّاءً عليهم، شرسا في مهاجمة من ينتقدهم. أتحداك يا نيني، وبيننا الصحافيون، أن تثبت، كما ادعيت، أنك كنت سببا في اشتغالي بالصحافة، مع أنك فنّدت كذبك بنفسك، عندما قلت إنك أنت من أدخلني إلى عالم الصحافة، ثم نسيت في نفس العمود، وقلت إنني كنت أشتغل في "نيشان" قبل اشتغالي في "أوال" ومنها في "المساء" (الكذاب نسّيه وسولو). الجميع يعلم أنني لم أشتغل في "المساء" إلا بعد دخول نيني السجن. أما قبلها فلم يسبق لنا أبدا أنا وأنت أن التقينا وتحدثنا (الصحافيون شهود). المرة الأولى التي التقيت فيها مسيلمة الكذّاب هي بعد خروجه من السجن، حين طرق بيت خالد الجامعي، واشتكى له من "المخزن الظالم" وفعل الشيء نفسه مع علي أنوزلا. في هذا السياق اتصل بي نيني فالتقينا بمقهى "كريون" بالرباط، وقال ما قاله لي، والمجالس أمانات. وفجأة اختفى وظهر بالمظهر البئيس الذي هو عليه، فاللهم لا شماتة. نيني.. لماذا أصبحت منبوذا مهجورا من كل الصحافيين المستقلين والمثقفين المحترمين والسياسيين الشرفاء؟ لأنك طعنتهم مرتين، طعنتهم وأنت في "المساء"، وعندما غادرت أسوار السجن قصدت بيوتهم ومكاتبهم، واعتذرت وبكيت، ثم غافلتهم كأيّ غدّار نحّار، وأعدت طعنهم: – قبَّلت رأس محمد اليازغي بحضور أفراد أسرته واعتذرت له قائلا: لقد وظفوني ضدك، وأنا أعتذر لك، وما إن أطلقت "الأخبار" حتى عدت لمهاجمته. – زرت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في بيته وطلبت الصفح منه، لكن ما إن صفّر لك "أصحاب الحال" وأسسوا لك الجريدة بمنطق "النفط مقابل الغداء" حتى صببت الزيت وأشعلت النار في الرجل الذي لم يترك تجمعا خطابيا، خلال انتخابات 2011، إلا وطالب فيه بإطلاق سراحك، وعندما خرجت من السجن شكرته على ذلك، ثم استدرت، فصفّروا لك، فطعنته وأعقبت متلعثما: بنكيران كان يستغل اسمي انتخابيا. – قبَّلت رأس المناضل محمد بنسعيد آيت يدر، أمام عدسات الكاميرات، وأنت تتوعده في نفسك المريضة: انتظرني أيها الشيخ أنت ونبيلة منيب ومحمد الساسي.. فأنا أكره المناضلين والمرأة المتحررة والمثقفين. – زرت الشوباني في مكتبه بمقر وزارته واعتذرت منه، ثم عدت لمهاجمته، بعدما أعلن زواجه الثاني، وكأنك "فيمينيست" راديكالي. – طلبت من محمد الأشعري أن يكتب معك مقالا أسبوعيا، وعندما رفض عدت تسفّهه. – التمست من الرميد أن يدرج اسمك في لائحة العفو الملكي، فوضعك على رأسها، فجازيته جزاء سنمار… – بكيت و"نخصصت" على خالد الجامعي، قائلا: لقد طلبت مني "جهات" مهاجمتك وغلّطتني حين قالت لي أنك حفيد الصدر الأعظم الجامعي، فهاجمتُك أنت وابنك أبو بكر.. لكن، ما إن ندَهَ لك أسيادك حتى عدت تهاجم الرجل الذي صدَّق دموعك يا تمساح، بالكذب الذي سبق أن اعترفت به ونسبته إلى "الجهات". – قابلت توفيق بوعشرين في حفل توقيع كتاب لمصطفى العلوي، ولم تمتلك الجرأة للاعتذار له، هو الذي انضم إلى لجنة التضامن معك، رغم كيدك له وتآمرك عليه، لا لشيء سوى لأنه صحفي سوي. وما إن فتحت جريدتك التافهة حتى تكالبت عليه وهو في عز محنة يعرف الخصوم قبل الأصدقاء أنها مختلقة للانتقام منه ومن خطه التحريري "الذكي". – توسلت الصحفي المخلّق رضوان الحفياني، لكي يصبح مدير نشر "الأخبار" لأن سوابقك السجنية لا تسمح لك بذلك، وبعد مرور عام بالتمام والكمال، حيث أصبح مسموحا لك بتحمل هذه المسؤولية، تنكرت له هو الذي ترك جريدة "الصباح" لأجلك، وأنت في السجن. نيني، لماذا تصمت عن الحقيقة التي يعرفها الصحافيون، والتي أوجعتك، ودفعتك لكتابة عمودك البليد. لماذا لا تقول لنا كيف هاجمت كل مالكي الجرائد الشرفاء، بمن فيهم أولئك الذين غفروا لك حقدياتك وتضامنوا معك خلال "اعتقالك".. لماذا نهشتهم كلهم باستثناء محمد العسلي (مالك "المساء") الذي صرفك ب"تا ريال" فأصبحت يا نيني لا تُفوِّت أي نقاش تكون حاضرا فيه دون أن تقول في العسلي ما لم يقله مالك في الخمر، لكن من دون أن تجرؤ على كتابة ذلك في جريدتك؟ نيني.. إن عدت عدنا.