لا تزال تداعيات قرار سحب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب لتوقيعها من التصريح بالدخول المشترك بين أحزاب فدرالية اليسار الديمقارطي خلال الانتخابات المقبلة، يرخي بظلاله على الأحزاب الثلاثة، والمتعاطفين مع مشروع اليسار عموماً، لكن بالموازات مع ذلك يصر بالقي أطراف الفدرالية على المضيّ قدماً في الحفاظ على فدرالية اليسار حتى وإن إنسحب رفاق منيب منها. وقد عبّر حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي عن أسفهما لقرار السحب الذي مثل ب"الفعل انقلابا على القانون الأساسي والورقة التنظيمية لفيدرالية اليسار الديمقراطي في لحظة حرجة وبمبررات غير مقنعة". وأكد الحزبان عبر بلاغ توصل "الأول" بنسخة منه، عقب اجتماع القيادتين أمس الأحد، على "الاستمرار الواعي و بروح وحدوية وبقرار مستقل في الحفاظ على التراكم الذي انطلق خصوصا بعد آخر اجتماع للهيئة التقريرية للفدرالية واعتبارا لخارطة الطريق التي أقرتها، والتي لازالت قائمة وملزمة في أفق بناء الحزب الاشتراكي الكبير المنفتح على كل الفعاليات اليسارية والتي تؤمن بضرورة توحيد اليسار". وفي خطوة جديدة، أعلن الحزبان عن عقد "اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي في موعد يحدد لاحقاً، كتنفيذ لتوصيات الهيئة التقريرية الأخيرة مع إشراك كل المكونات اليسارية والتقدمية والانفتاح على كل النشطاء في الحقول المختلفة الذين يتقاطعون مع مشروع الفيدرالية بالموازاة مع التحضير للانتخابات، ومن أجل ذلك سيتم إصدار بطاقة الانتماء للفيدرالية تخص جميع المقتنعين بمشروعها". وتزامناً مع الإعداد المشترك للانتخابات المقبلة، أوضح الطرفان عزمهما الشروع في "تحيين القانون الأساسي للفيدرالية على ضوء الوضع المستجد وإعادة هيكلة هيآتها التنفيذية والتقريرية مع تجسيد إرادة إشراك المكونات اليسارية والفعاليات التقدمية في ديناميتها". وأشار البلاغ إلى "خوض معركة الانتخابات باسم تحالف فيدرالية اليسار ورمزه الرسالة واستكمال جميع المهام التنظيمية والنضالية التي سبق وأن تم الاتفاق عليها بالهيئة التنفيذية". وتوجهت كل من الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي لأعضاء حزبيهما ب"ضرورة الاشتغال بنفس وحدوي في إطار هيآت الفيدرالية الوطنية والمحلية، بعد تحيينها، وضروة الانفتاح على كل الفعاليات اليسارية والتقدمية وعدم الالتفات لكل المحاولات التي تستهدف تحوير المعركة الأساسية التي نخوضها والتي هي معركة الديمقراطية ومحاربة الفساد والاستبداد، معركة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، معركة الأمل في المشروع المجتمعي لليسار المغربي".