دخلت الانتفاضة الفلسطينية شهرها الثالث مع مطلع عام 2016، وما زال الوضع الميداني يتسارع على الارض وتتصاعد هجمة الاحتلال الشرسة على الشعب الفلسطيني وحتى على الاموات من الشعب، حيث احتجزت جثامين الشهداء في ثلاجاتها على درجة حرارة 50 تحت الصفر لمدة أشهر، وخلال هذه الفترة أفرجت عن العشرات منهم وحاولت فرض قيود بأن يتم الدفن في ساعات الليل و بأعداد محدودة ودون تشريح للجثامين، ولكن الشعب الفلسطيني واهالي الشهداء رفضوا ذلك وخرجوا بالالاف لتشييع الجثامين في الخليل والقدس و رام الله ونابلس و سلفيت، وحتى هذه اللحظة ما زالت حوالي 20 جثة جلها من مدينة القدس تحت الحجز حيث يرفض الأهالي استلامها، وفقا لشروط الاحتلال بان يتم دفنها خارج مدينة القدس. وداهمت قوات الاحتلال المدن و القرى الفلسطينية في محافظات الضفة، واعتقلت عشرات الشباب و الأطفال يوميا حتى وصل عدد الاسرى الآن في سجون الاحتلال لأكثر من سبعة آلاف سجين، و اقتحمت مقر الصليب الاحمر بالقدسالمحتلة واعتقلت الشابين حجازي أبوصبيح وسامرأبوعيشة المعتصمين رفضا لقرارنفيهما عن المدينة. ولم تقتصر المداهمات على الاعتقال فقط، بل هدم بيوت الشهداء كما حدث لمنزل الشهيدين بهاء عليان و علاء أبو جمل في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس ، وكذلك هدم 6 منشآت ومنزلين في تجمع ابوالنوارالبدوي شرق القدسالمحتلة كما وهدمت أيضا مسجدا في قرية رخمة بالنقب المحتل بعد اقتحامها، وتزايدت اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال لاستفزاز مشاعر المسلمين. على الصعيد الداخلي الفلسطيني، بادرت مجموعة من فصائل العمل الوطني بمبادرة لحل أزمة معبر رفح البري و تقديمها لطرفي الانقسام فتح وحماس للتسهيل على حياة المواطنين الفلسطينين في قطاع غزة المحاصر، حيث انه لم يفتح الا 21 يوما خلال عام 2015، وما زلنا بانتظار الردود الايجابية للتوجه بعدها للجانب المصري. أما على صعيد التحركات الدولي و الاقليمية الداعمة للشعب الفلسطيني، اعترفت الفاتيكان رسميا بفلسطين كدولة مستقلة، بناء على اتفاق تم ابرامه مسبقا بين الفاتيكان و السلطة الفلسطينية العام الماضي، وفي نفس الوقت اجتمعت الجامعة العربية و ارسلت امينها العام نبيل العربي الى امريكا لبحث فرص توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني بناء على طلب السلطة الفلسطينية. أمام كل هذه الاعتداءات و الجرائم الوحشية من قبل الاحتلال على الشعب الفلسطيني !! الى متى سيترك الشعب الفلسطيني وحيدا !! اين الأنظمة العربية التي تدين وتشجب كل ما يحدث في الاقليم او العالم من ادانة هذه الجرائم و البدء بخطوات عملية لوقف هذه الجرائم !!