هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب ، أمس بالتوقف عن تأدية مهامه و"الاعتكاف" ، للضغط على السياسيين من أجل تشكيل حكومة لبنانية جديدة تحظى بدعم سياسي . وقال دياب في خطاب تلفزيوني ، تناقلته وسائل الاعلام المحلية ، إن "الوضعفي لبنان قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي" محذرا من أن "الظروف ، الاجتماعية تتفاقم، والمالية تضغط بقوة ، والظروف السياسية تزداد تعقيدا، لا يمكن لحكومة عادية مواجهتها، فكيف يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تواجه تلك التحديات". وأشار دياب إلى أن لبنان "بلغ حافة الانفجار بعد الانهيار والخوف من عدم إمكانية الحماية من الأخطار" مؤكدا أن "اللبنانيين يعانون أزمة اجتماعية خطيرة ، مرشحة للتفاقم في حال لم تتشكل حكومة جديدة مدعومة سياسيا، متسائلا في نفس الوقت "ألم تشكل مشكلة الحليب صرخة للسياسيين؟". وتساءل حسان دياب "هل المطلوب تحلل الدولة بعد أن أصبحت الحلقة الأضعف؟ الأزمة الحالية مرشحة للتفاقم ومشهد التسابق على الحليب يشكل حافزا للتعالي وتشكيل حكومة". وأوضح المسؤول اللبناني قائلا " نحن لم نتقاعس بدورنا في تصريف الأعمال وفق ما يسمح به الدستور، واليوم يجب العمل على تشكيل حكومة جديدة لاستكمال الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا" . وشدد على أنه " لا حل إلا بتشكيل حكومة جديدة، ولا حل للأزمة الاجتماعية دون حل الأزمة المالية، ولا حل للأزمة المالية دون استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا مفاوضات مع صندوق النقد دون إصلاحات ولا إصلاحات دون حكومة جديدة". كما تساءل دياب قائلا " ما نفع الخناق السياسي والحزبي إذا الوطن انهار؟ لبنان بخطر والحل يكمن في تشكيل حكومة جديدة " . وقد أقدم محتجون لبنانيون أمس على قطع الطرقات في العاصمة بيروت المؤدية إلى مختلف المناطق اللبنانية ،احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية وارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى أمس عتبة ال10500 ليرة لبنانية . وتفرق المحتجون عند كل التقاطعات والمداخل ببيروت بالإطارات والحجارة ، رافعين الأعلام اللبنانية، ومطالبين المسؤولين بالرحيل وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، داعين في نفس الوقت اللبنانيين إلى النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم والاحتجاج على ما وصلت إليه أوضاعهم الاجتماعية والصحية والمعيشية.