قالت وسائل إعلام ألمانية إن أحد مستشاري حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، كان ضمن مجموعة من الرجال قيدوا لاجئا عراقيا إلى شجرة في قرية أرنسدوف بالقرب من مدينة دريسدن شرق ألمانيا. وكان اللاجئ العراقي قد دخل في مشاحنة مع عمال متجر مركزي في أرنسدوف. وقال ديتلف أويلسنار: "سأقوم بمثل ما قمت به حتى ولو تعلق الأمر بمواطن ألماني (…) لقد أبدينا شجاعة المواطنة، وكنا سنقوم بذلك أيا كان الشخص المعني". ولم يوضح أويلسنار بشكل يؤكد ربطه اللاجئ العراقي إلى الشجرة، لكن وسائل إعلام ألمانية أكدت ضلوعه في ذلك الفعل. ووقع الحادث قبل نحو أسبوعين، غير أن وسائل الإعلام لم تتناوله إلا في الأيام القليلة الماضية، حين ظهر شريط مصور على الإنترنت يظهر الرجل البالغ من العمر 21 عاما، ويتلقى العلاج في مصحة عقلية، وهو يحمل قنينة خمر من أحد الرفوف داخل المتجر ويتشاجر مع أحد العمال، دون أن يؤذي أحدا. ويظهر في الشريط بعد ذلك مجموعة أشخاص أحاطوا بالشاب العراقي ثم أجبروه محمولا على الخروج من المتجر. وقالت الشرطة الألمانية إنها عثرت على الرجل فيما بعد مقيدا إلى شجرة. وأضافت أن أولئك الذين قيدوه أرادوا منع اللاجئ العراقي من الفرار، وقد تم فحصه في المكان ذاته من قبل فريق الاسعاف الطبي، قبل إعادته الى مصحة الأمراض العقلية. وتقوم الشرطة الألمانية حاليا بالتحقيق لتحديد الأشخاص الذين قاموا بذلك بتهمة "سجن شخص بطريقة غير قانونية" والتهمة الأخرى تتعلق باللاجئ العراقي وهي تهمة "إرهاب" عمال المتجر، حيث وجهت الشرطة نداء للمواطنين الذين شهدوا الواقعة للادلاء بإفادتهم. ولم تذكر الشرطة بالإسم أيا من الأفراد الضالعين في الحادث، لكن صحفا ألمانية أوردت اسم أويسلنار في تقاريرها، والذي ترشح في الانتخابات المتعلقة بمنصب عمدة أرنسدورف العام الماضي. ومن جانبها، قالت سلسلة "نيتو" التجارية على صفحتها على موقع فيسبوك: "إن عمال المتجر المركزي في أرنسدورف لم يستنجدوا بمجموعة الأشخاص الضالعين في تقييد اللاجئ العراقي". وقد صرح أويسلنار لصحيفة "دي تسايت" الأمالنية أنه يقطن بجوار ذلك المتجر المركزي، وأنه سمع الشجار أثناء تواجده في حديقة بيته، قبل أن يتوجه إلى هناك ويساعد في السيطرة على اللاجئ العراقي، واستدعاء الشرطة. وتقع أرنسدورف على بعد 24 كيلومتر فقط من مدينة دريسدن، التي تعتبر مركزا رئيسيا لنشاطات حركة بيغيدا المعادية للإسلام. وبرزت قضية اللاجئين مؤخرا كمسالة مثيرة للجدل داخل المجتمع الألماني، خاصة منذ أخذت ألمانيا على عاتقها قرارا باستقبال أكثر من مليون لاجئ من الحروب من بلدان الشرق الأوسط، خاصة من سوريا.