تظاهر الآلاف من أنصار حركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمسلمين اليوم الاثنين في مدينة دريسدن ،شرق ألمانيا، مرددين شعارات ضد سياسة الحكومة الألمانية في استقبال اللاجئين. وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر من عين المكان بأن أعداد الذين تجمعوا من أنصار حركة "وطنيون ضد أسلمة الغرب" اليمينية المتطرفة تراوحت ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف شخص مشيرة الى أن مواجهات حدثت في دريسدن بين أنصار الحركة ونحو خمسة آلاف متظاهر من المناهضين لها والذين رفعوا شعارات تدعو إلى السلام واستقبال اللاجئين.
في غضون ذلك، أعرب وزير العدل الألماني هايكو ماس عن تضامنه مع ساكنة مدينة دريسدن حيث خرج أنصار حركة "بيغيدا" وكتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "نحن جميعا سكان مدينة دريسدن".
وأطلق مواطنون من ساكنة دريسدن مبادرة على شبكة الإنترنت "أنا دريسدن " لمناهضة " بيغيدا ". وقد لقيت هذه المبادرة ردود فعل إيجابية ، حيث نشر سياسيون وشخصيات عامة وفنانون ومواطنون عاديون تدوينات وصورا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي يؤيدون فيها هذه الحملة.
وقال مؤسس الحملة هيربرتوس غراس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " نحن نناشد سكان دريسدن حتى تتاح لهم الفرصة عبر الإنترنت للتعبير عن رأيهم في حركة (بيغيدا) والإعراب عن تأييدهم للانفتاح والتسامح ".
وأضاف غراس " لم نتوقع مثل هذه الاستجابة الواسعة" مؤكدا أنه "اندهش للصور والعبارات المعبرة للغاية" معربا عن تأييده لمعارضي "بيغيدا " الذين يدعون للتسامح الديني والتضامن مع الفئات المحتاجة للحماية. يذكر أن حركة "بيغيدا" تأسست في مدينة دريسدن وخرجت في أول مظاهرة لها يوم العشرين من شهر أكتوبر الماضي وأسست فروعا في عدد من المدن داخل وخارج ألمانيا.
إلى ذلك، قال نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل زيغمار غابرييل في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (20 أكتوبر 2015): "بيغيدا أصبحت حركة تمرد يمينية شعبوية ويمينية متطرفة بشكل سافر في بعض الأجزاء".
يذكر أن غابرييل، الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد الألماني، حضر مناقشة مع أنصار الحركة مطلع العام الجاري، وقال حينها: "إن نصيحتي في كل الأحوال أن يتم فعل ما هو ضروري منذ فترة طويلة، وهو أن نتحدث مع الأشخاص الذين لديهم مخاوف بلا معوقات".
ولكنه أوضح حاليا أن بيغيدا أصبحت الآن "خزانا لكراهية الأجانب العنصرية". وشاركته وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين الرأي مشيرة إلى حادثة الاعتداء بالسكين الذي تعرضت لها المرشحة لمنصب العمدة بمدينة كولونيا غربي ألمانيا يوم السبت الماضي.
جدير بالذكر أن هنريته ريكر السياسية المستقلة التي تعرضت لهجوم بسكين فازت بأغلبية الأصوات في انتخابات اختيار عمدة جديد لمدينة كولونيا التي تم إجراؤها أول أمس الأحد. وكان الجاني الذي ارتكب الحادثة أوضح أنه كان لديه دوافع معادية للأجانب. وقالت فون دير لاين في تصريحات للصحيفة ذاتها: "الأحداث القمعية (لمدينتي) دريسدن وكولونيا تظهر مدى سرعة إمكانية أن يؤدي احتجاج مسموح به إلى تحريض سيء وعنف جارف".