وجهت والدة الصحافي عمر الراضي المعتقل منذ ثلاثة أيام بسجن “عكاشة” بالدار البيضاء، على خلفية تغريدة علق فيها على الأحكام التي صدرت قبل حوالي تسعة أشهر على معتقلي “حراك الريف”، رسالة إلى ابنها جاء فيها: “صباح الخير ليومك الثالث أيها الغالي: إبني، حبيبي الغالي: كم أنا فخورة بك بقدر ما أنا حزينة، حزينة لأنني أعرفك طائرا حرا لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر. حزينة وأنت الآن في زنزانتك وحيدا لليلتك الثالثة، نفتقد قفشاتك وابتساماتك، يفتقدك عودك الذي لم يعد يرنم وقيثارتك التي سكتت وانزوت في ركن تنتظر أناملك الرقيقة والحنونة. حزينة لأنني افتقدت سماع كلمة mamati التي تناديني بها بكل حنو وتربث على كتفي بلمسات خفيفة لتحضنني وتعاتبني قائلا:” يجب أن ترتاحي، لا تعملي كثيرا ماماتي”، ولدي الغالي الحنون…آه كم أفتقدك. فخورة لأنني أرى بأنني لست الوحيدة التي تعشقك وتعزك فالكثيرون يحترمونك ويقدرونك. فخورة لما أراه من التضامن والتآزر بين أصدقائك وأقربائك وكل من سمع بك وبأعمالك. هاتفي لا يتوقف عن الرنين وعن التوصل بالرسائل القصيرة من كل الناس الذين حركهم اعتقالك. وأنا أكتب هذه الكلمات يخطر في بالي المعاناة والمرارة التي تحس بها أمهات المعتقلين. المرارة والغصة التي تقف في الحلق وتجثم على الصدر وتمنعه من التنفس. الأمهات سجينات كما أبنائهن وأكثر في غياب أي تواصل أو معلومات تشفي الخاطر. رجائي أن يعود لي ابني حرا طليقا. فلا حياة لي بدون عمر. “