استغرب العديد من المتتبعين قرار اللاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله، نجم نادي النصر السعودي، اعتزاله اللعب دوليا، بعد بضعة أيام من تحديد مدرب المنتخب المغربي وحيد هاليلوزيتش لائحة لاعبي المنتخب الذين سيواجهون منتخبي موريتانيا وبوروندي. واعتبر العديد أن قرار حمد الله بالاعتزال دوليا والابتعاد من لعبه للمنتخب المغربي، قرارا غريبا، خصوصا أنه جاء في وقت ليس هنالك أي خلاف بينه وبين وحيد هاليلوزيتش، فيما رجح آخرون أن هذا القرار راجع بالأساس لطبيعة حمد الله وطريقته في التعامل مع الأمور، خصوصا بعد الخلاف الذي وقع بينه وبين زميله في نادي النصر السعودي نور الدين أمرابط، أو منعه من السفر عقب خلافه مع ضابطة تحمل رتبة رقيب في مطار الرياض بسبب رفضه اتباع الإجراءات القانونية داخل المطار. ويبدو أن مشاكل اللاعب المغربي لم تبدأ منذ قرار انسحابه من المعسكر التدريبي للمنتخب الوطني بقيادة هيرفي رونار، بعد الحادثة الشهيرة بينه وبين فيصل فجر، بل يرجع الأمر إلى ما قبل ذلك. الريان القطري في سنة 2018 ظهر حمد الله في لقطة تلفزيونية وهو يغادر الملعب بمفرده قبل انتهاء المباراة، أثناء مباراة فريقه آنذاك، الريان القطري، بفريق الغرافة في الدوري القطري، الشيء الذي أثار جدلا كبيرا في الوسط الكروي القطري، بعد إقدامه على تصرف غير مسبوق. وقد بدا حمد الله غاضبا من مدربه بسبب تغييره في الشوط الثاني، وللتعبير عن عدم رضاه قام بمغادرة الملعب قبل نهاية المباراة بعشرة دقائق، حيث شوهد لحظتها وهو يبحث عن وسيلة نقل في الشارع المجاور للملعب، غير أن النادي رفض معاقبته وكذب هذه الرواية. المنتخب الوطني في سنة 2019 برز خلاف حمد الله مع هيرفي رونار، فبعد استدعاء الأخير له للمشاركة ضمن المنتخب المغربي، للعب في مواجهة مالاوي والأرجنتين، غير أن اللاعب الدولي اعتذر إبانها بسبب ظروف عائلية، حسب ما صرح به رونار. بعد ذلك استدعى هيرفي رونار إبن آسفي ومهاجم النصر السعودي، ليكون ضمن قائمة لاعبي المنتخب الوطني المغربي للمشاركة في التربصات الإعدادية لكأس أمم أفريقيا بمصر 2019، قبل أن ينسحب من المعسكر بعد المباراة الودية ضد غامبيا. بحيث أظهرت لقطة من المباراة خلافا بين حمد الله وفيصل فجر الذي لم يترك مجالا لحمد الله للعب ضربة جزاء، ما أثار جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نجمت عن ما وصفه بعض المتابعون ب”هيمنة” فجر على ضربة جزاء كان حمد الله ينوي تنفيذها. بعد مرور مدة خرج فيصل فجر، متوسط ميدان المنتخب المغربي، ليكشف حقيقة خلافه مع عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الأسود، قبل السفر لمصر، للمشاركة في كأس أمم أفريقيا، قائلا “تابعت الكثير من الشائعات التي كنت ضحية لها، وبلغ الأمر إلى حد استهدافي بالصافرات، وتهجم البعض علي، وكل ما قيل عن خلافي مع حمد الله وباقي الروايات الأخرى غير صحيحة”. وتابع: “فضلت الصمت لما فيه مصلحة المنتخب المغربي، لأن من يعرفني يدرك تماما احترامي لزملائي وللطاقم الفني للأسود. أحب الجميع وأحترمهم دون استثناء”. وبعد مدة خرج حمد الله، في تصريح صحفي معتبرا أن الخلاف بينه وبين هيرفي رونار ومساعديه، كما صرح قائلا "كانت هناك مكالمة شخصية مع مصطفى حجي ولو تمت دعوتي للمنتخب المغربي مستقبلاً سأوافق عليها"، ليتابع "حجي أخبرني أنهم لم يستدعوني لأني تلقيت بطاقة صفراء ولم أُسجل في آخر مبارتين، فأخبرته بألا يستدعوني فقد أتحصل على بطائق صفراء مستقبلاً، ويوجد لاعبون في المنتخب لم يسجلوا هدفاً خلال الموسم بينما سجلت 4"، مضيفا “سامحت كل اللاعبين رغم أن البعض يمتلكون عقول صغيرة ولم يأتوا للمنتخب إلا للمشاحنات وإحداث المشاكل، لكنني سآتي مستقبلاً إن تمت دعوتي فأنا لست قادماً من أجلهم بل من أجل الوطن". النصر السعودي بعد ذلك بمدة ظهر حمد الله في مباراة فريقة النصر بنادي أبها، بمظهر عرف انتقادات واسعة من قبل مشجعي النادي ومتتبعي كرة القدم السعودية، حينما رفض عبد الرزاق إعطاء زميله أمرابط ضربة جزاء في المباراة التي جمعت فريقهما النصر بأبها، في إطار مباريات الجولة التاسعة للدوري السعودي، ما اعتبره مشجعو النادي "أنانية" من إبن آسفي، مكررا بذلك السلوك سيناريو المنتخب المغربي. ليضطر عبد الرحمان الخلافي المشرف العام على الكرة بنادي النصر، لإقامة مائدة عشاء، عقد بعدها لقاء صلح حضره صفوان السويكت رئيس النادي وعدد من أعضاء مجلس إدارة النصر، انتهى بإنهاء المشكل وطي الخلاف بين اللاعبين بشكل تام. حادثة مطار الرياض ليطفو على السطح مشكل آخر للاعب، بعد دخوله في أزمة مع موظفة في مطار الرياض بالسعودية، قبل السفر إلى أمريكا، من أجل قضاء عطلته، رفقة زوجته، ليتم منع حمد الله وزوجته من السفر، وذلك بعدما رفضت الموظفة التنازل عن حقها، إلى أن تم حل المشكل بتدخل إدارة النادي.
قرار اعتزاله غادر الدولي المغربي ولاعب النصر السعودي عبد الرزاق حمد الله، مطار الرياض، متوجها إلى دبي ومنها إلى أمريكا عبر المكتب التنفيذي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ليعلن في أول منشور له على حسابه في "إنستغرام" قرار اعتزاله اللعب دوليا. يذكر أن حمد الله بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي أوليمبك آسفي منذ عام 2010 وحتى 2013 حتى انتقل إلى نادي آليسوندز النرويغي بمبلغ مليون يورو، وبعدها بعام واحد انتقل إلى الدوري الصيني بمبلغ 3.6 مليون يورو، لينتقل سنة 2015 إلى نادي الجيش القطري لمدة عامين، ثم إلى نادي الريان في صفقة انتقال حر، قبل أن يفسخ اللاعب تعاقده مع الأخير ليلتحق بالنصر السعودي.