سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل 5 ساعات من اجتماع قيادة “الكتاب”.. هاتف بنعبد الله لم يتوقف عن الرنين والمتصل العثماني وهؤلاء رافعوا للبقاء في الحكومة وأنس الدكالي قاطع الاجتماع
لم يستغرق المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في اجتماعه أمس الثلاثاء، بمقره بالرباط سوى خمس ساعات ونصف، ليعلن قراره القاضي بمغادرة الحكومة التي عمر بها لمدة 20 سنة، منذ حكومة التناوب التوافقي التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي؛ قرار أجمع عليه أغلب الحاضرين مع بعض الاستثناءات التي لم تستطع الوقوف في وجه المد المطالب بالمغادرة بالرغم من كل المرافعات التي تقدمت بها. وكشفت مصادر جد مطلعة ل”الأول”، أن اجتماع المكتب السياسي لحزب “الكتاب” الذي انعقد برئاسة الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، من الساعة الرابعة إلى حدود الثامنة والنصف ليلا، ذهب أغلب أعضائه إلى الانسحاب من الحكومة، لعدة أسباب أولها، اقتراح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حقيبة وحيدة على الحزب وهي وزارة الشبيبة والرياضة، وعدم وجود عرض سياسي ومناخ سياسي مقنع للمشاركة في الحكومة، بالإضافة إلى أن موقع الحزب في الحكومة لن يكون فعالاً ولن يستطيع بحقيبة واحدة أن يقدم أي شيء للمواطنين.
مصادرنا أكدت أن نبيل بنعبد الله قاد تيار الخروج من الحكومة مسانداً بكل من شرفات أفيلال، والحسين الوردي، وعبد الآحد الفاسي الفهري، وقيادات أخرى، داخل اجتماع المكتب السياسي الذي قاطعه وزير الصحة أنس الدكالي، بسبب ما حصل في الإجتماع ما قبل الأخير عندما اتهمه بنعبد الله بأنه هو من يقف وراء محاولة التحكم في شبيبة الحزب وعندما أراد الدكالي أن يرد لم يعطه الكلمة فانسحب من الإجتماع. ومن الأصوات التي عاكست التيار وطالبت بالبقاء في الحكومة سعيد الفكاك، الذي قالت عنه مصادرنا، إنه كان يطمح للاستوزار، وله مصالح بوزارة الصحة خصوصاً وأنه مدير جمعية الأعمال الاجتماعية بالقطاع. ودافع الفكاك، في أربع دقائق، منحها له الأمين العام، بكل قوته عن البقاء في الحكومة من دون جدوى، حيث اعتبر أن المعارضة ستجعل “الحزب يموت”، وأن الحكومة تساهم في استمراريته، ولا يمكن عدم المشاركة في هذه المرحلة التي تستدعي مساهمة الجميع. أصحاب الفكاك والذين دافعوا عن رأيه وهم قلة قليلة لم يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة، حسب مصادرنا، كان بينهم أحد مستشاري الوزير أنس الدكالي وعضو ديوانه، حيث ذهب كذلك لما ذهب إليه الفكاك. وكشفت ذات المصادر أنه خلال الاجتماع لم يتوقف رنين هاتف نبيل بنعبد الله، حيث رجحت مصادرنا أن المتصل كان سعد الدين العثماني، وكان يجيبه الأمين العام للحزب، لكن يعود ويواصل قيادة الاجتماع من أجل هدف واحد هو مغادرة الحكومة. ويرى المدافعون عن الخروج من الحكومة خلال اجتماع المكتب السياسي، أن القرار تأخر. فالحزب كان عليه المغادرة لحظة إعفاء بنعبد الله من الوزارة ومعه الحسين الوردي، مروراً بإلغاء حقيبة شرفات أفيلال، لكن ما حدث خلال التعديل الحكومي لا يمكن القبول به. يؤكد المصدر.