طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة، بفتح تحقيق في قضية تشييد مجسم تخليد الهولوكست، بجماعة أيت فاسكا على بعد حوالي 26 كلم من مدينة مراكش، والذي قامت السلطات بهدمه أمس الإثنين بمبرر أنها لم ترخص للمؤسسة الألمانية صاحبة المشروع لبنائه. وأكدت الجمعية في بلاغ لها توصل “الأول” بنسخة منه، على أن “العملية برمتها لا تتوقف عند عملية الهدم بدعوى عدم الترخيص، بقدر ما يجب رفض أي مشروع من هذا القبيل وتوخي الحذر من المشاريع غير الواضحة، واحترام سلطة القانون وسريانه على الجميع”. كما دعت إلى “فتح تحقيق حول مصادر تمويل المشروع، خاصة التبرعات وماهي الجهة التي سمحت له بتلقيها، خاصة أن المؤسسة الألمانية لها إعلانات تتوسم تلقي الدعم، وهذ ما يؤكد أن المشروع وراءه جهات تسعى للتطبيع مع الحركة الصهيونية، باستغلال الهولوكوست وجرائم النازية”. واعتبرت الجمعية في بلاغها “حجة عدم التوفر على الترخيص عذر غير مقبول، لأنه لا يعقل أن تتم عملية بناء بهذا الحجم دون علم المجلس القروي وسلطات أيت فاسكا، وأن الأمر يتجاوز عدم إحترام قوانين التعمير إلى المس بالسيادة الوطنية، لأنه ليس مقبولا إطلاقا مباشرة بناء مجسم من هذا القبيل وبأهدافه السياسية الواضحة، المخالفة لكل تطلعات المغاربة وقواهم الحية، وتركن السلطات المحلية الى السكوت وعدم التدخل”. وحسب المعطيات التي استقتها الجمعية، يقول البلاغ، فإن “المؤسسة الألمانية صاحبة المشروع، اقتنت الأرض وشيدت مقرا لها بالمنطقة، وباشرت عملية بناء المجسمات، وقد اعتمدت على اليد العاملة المحلية، كما عمدت المنظمة الألمانية الى استغلال فقر ساكنة الدوار عبر مدها ببعض المساعدات الغذائية، وتهيئ ما يشبه ملعب بسيط لكرة القدم، ومد الأطفال بالكرات، إضافة الى بناء ساقية للماء”. وتابع البلاغ أنه “حسب الافادات التي حصلنا عليها، فقد كان المشروع يستقبل بين الفينة والأخرى زوارا أجانب، كانوا يمارسون طقوسا غريبة عن المنطقة، وكانت الساكنة تتابعها من خلف السياج المحيط بالنصب. وتفيد معطيات أخرى استقتها الجمعية ،فإن صاحب المشروع كان يعتزم بناء مجسم آخر وبنفس المواصفات في منطقة الويدان القريبة أيضا من مراكش، إلا انه لم يتمكن من الحصول على العقار نظرا لرفض الساكنة بيعه أية بقعة مؤهلة لاحتضان مشروعه”. وأضافت الجمعية في بلاغها “وبعد توالي التنديد بالمجسم وأهدافه السياسية، عمدت السلطات إلى وقف أشغاله وباشرت عملية الهدم يوم الاثنين 27 غشت الجاري، معتبرة أن البناء تم بدون ترخيص، مما دفع صاحب المشروع للاحتجاج على عملية الهدم بما فيها مقر جمعيته، وقام ببث مباشر لعملية الهدم”.