بات المركب الاجتماعي “دار الخير تيط مليل” المتواجد بنواحي الدارالبيضاء يعيش على وقع غليان غير مسبوق، فعقب توالي حالات وفيات نزلاء المركز بطريقة مأساوية، أشدها بشاعة وفاة أحد النزلاء شهر يوليوز الماضي بعدما نهش الدود جسده؛ انتفض مستخدمو هذه المؤسسة الاجتماعية ضد الوضعية المزرية التي تعرفها والتي لم تعد تخفى على أحد. العاملون في “دار الخير تيط مليل” أماطوا اللثام عن المشاكل التي يتخبط فيها المركز من قبيل النقص الحاد في الأدوية والتغذية والأطر الطبية، الأمر الذي يسهم في تزايد أعداد الوفيات بشكل كبير، إذ سجل المركز 28 نزيلا منذ بداية شهر يناير من السنة الجارية وحوالي 85 نزيلا سنة 2018، معبرين في وقفة احتجاجية نظموها اليوم الإثنين أمام مقر ولاية جهة الدارالبيضاءسطات عن استيائهم من ضعف الإمكانيات المتاحة لهم ما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع المستفيدين، إلى جانب تملص كل من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية من مسؤولياتهما عن المركز. كما اشتكى هؤلاء من عدم صرف أجورهم المتوقفة منذ أزيد من شهرين، وهو ما خلّف موجة تذمر عالية في صفوفهم، سيما وأن ذلك يتزامن مع العطلة الصيفية وعيد الأضحى والدخول المدرسي. علاقة بالموضوع ذاته، كانت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، قد ألقت بمسؤولية الوضع المزري الذي يعرفه مركز تيط مليل وارتفاع أعداد النزلاء المتوفين داخله بشكل ملحوظ على وزارة الداخلية، لافتة الانتباه في إحدى جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، شهر يوليوز المنصرم، إلى أن وزارتها ليست لوحدها المسؤولة عن هذا الوضع، لأن 12 مركزا اجتماعيا بالمغرب من بينهم "تيط مليل" تقع مسؤوليتهم تحت يد الولاة والعمال.