في الوقت الذي كانت فيه جماعة “إجوكاك” التابعة لمنطقة الحوز، تعرف أمس الخميس استنفارا، على خلفية عملية البحث والتنقيب عن ضحايا انهيار مقطع جبلي تسبب في طمر سيارة على متنها مجموعة من المواطنين تحت أكوام الأتربة والأوحال؛ كان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني منشغلا بتوزيع الابتسامات يمنة ويسرة أمام عدسات الكاميرات في حفل إطلاق برنامج الجولات المسرحية لفائدة مغاربة الخارج، أما مغاربة الداخل الذين كان مصيرهم آنذاك مجهول، بينما عائلاتهم المكلومة التي حجت إلى مكان الحادث تترقب العثور على الجثث، فقد اتضح جليا أنهم خارج اهتمامات رئيس الحكومة. وليت لامبالاة العثماني اقتصرت على ذلك فحسب، بل إمعانا في استفزاز مشاعر ملايين المغاربة، حرص العثماني على نشر مجموعة من الصور والتدوينات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، غير أن ولا واحدة منها تضمنت عبارة مواساة أو تقديم التعازي لأهالي الضحايا، كما أن ولا تدوينة واحدة أشارت إلى الحادث وما قامت به الحكومة في سبيل العثور على المفقودين. إثر ذلك، وجّه رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” انتقادات لاذعة للعثماني، بسبب ما أبداه من عدم اكثرات بأرواح مواطنين لقوا حتفهم في حادث مأساوي. وعلق أحد النشطاء على إحدى صور العثماني المنشورة ب”فيسبوك” والتي يظهر فيها رفقة وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، إلى جانب عدد من الوجود المسرحية، بالقول: “لو كنت مكانك لبكيت دما، عشرات الأرواح تحت الثرى بمقبرة الحياة لم تجد لها سبيلا بعد للخروج وأنت تلهو هاهنا غير مبال والله ستسأل والله ستسأل والله ستسأل وإن السؤال عسير”، فيما كتب آخر: “صورة مغرضة، ابتسامتك حنضل و علقم على قلوبنا ونحن نتجرع مرارة إجوكاك.. كما لا تنسى أن دورك مسرحي ويا للأسف”. ويسود حنق كبير بين صفوف نشطاء “فيبسوك”، حيث تساءل أكثر من مدون لماذا لم يقم رئيس الحكومة بتشكيل خلية أزمة أو لجنة تضم قطاعات الداخلية والتجهيز والنقل والصحة، وغيرها، كما وجهوا جام غضبهم على عدد من المسؤولين في مقدمتهم وزير التجهيز والنقل، عبد القادر اعمارة، الذي لم يحل بمكان الحادث لتفقد عملية التنقيب على جثث الضحايا. يذكر أن فرق الإنقاذ تمكنت ليلة الخميس/الجمعة، من انتشال جثت 15 شخصا ضمنهم 11 امرأة و3 رجال وطفل واحد، كانوا على متن سيارة النقل المزدوج المنكوبة التي طمرتها الأتربة والأوحال على مستوى دوار "توك الخير"، جماعة إجوكاك، قيادة ثلاث نيعقوب، دائرة أسني، إثر السيول الفيضانية التي عرفتها المنطقة. وكانت بعض المرتفعات الجبلية بإقليم الحوز قد شهدت، منذ يوم الأربعاء 24 يوليوز الجاري، تساقطات رعدية قوية أسفرت عن انجراف كميات كبيرة من الأوحال والأتربة، بلغ علوها 20 مترا تقريبا، خصوصا بين النقطتين الكيلومتريتين 226 و233 على الطريق الوطنية رقم 7.