يخصص مهرجان كناوة وموسيقى العالم، في دورته الثانية والعشرين، التي ستحتضنها مدينة الصويرة من 20 إلى 23 يونيو الجاري، تكريما للفنان الراحل راندي ويستون، أحد أعلام موسيقى الجاز. وذكر بلاغ للمنظمين أن تكريم راندي ويستون، العازف الشهير على البيانو، والذي يعتبر واحدا من المراجع الأساسية في عالم الجاز، والذي كان دائما يستثمر الجذور الإفريقية للجاز لتطوير إبداعاته الموسيقية، يتضمن ثلاث فقرات تتمثل في ليلة كناوية، ومعرض للصور حول الراحل، وعرض شريط وثائقي راندي في طنجة”. وأضاف البلاغ أن هذا التكريم هو “احتفاء بويستون، المحب اللامشروط للأنماط الموسيقية الإفريقية، ورائد المزج بين كناوة والجاز. إذ ترك لنا إرث ا كبير ا منذ أكثر من نصف قرن، ما يجعل منه واحد ا من جيل أساطير موسيقى الجاز. احتك بعمالقة مثل ديوك إلينغتون وكونت باسي، ولعب مع تشارلي باركر واستخلص دروسا مع عازف البيانو والملحن الأمريكي ثيلونيوس مونك”. فبدار الصويري سيتم يوم 22 يونيو الجاري (الساعة 23.30) تنظيم حفل تكريمي للراحل تحت عنوان “راندي وكناوة .. صداقة ثمينة”، يشارك فيه كل من المعلمين عبد الواحد ستيتو، وعبد لله الكورد، وعبد القادر حدادة، وعبد المجيد الدمناتي. كما سينظم بنفس الدار، من 20 إلى 23 يونيو الجاري، معرض للصور، تحت عنوان “حين يلتقي راندي بكناوة”، يتضمن حوالي 30 صورة من إبداع ياب هرلار، الذي رافق الفنان الراحل لسنوات عديدة، وصور أخرى ملتقطة من طرف مدير أعماله. ويحتضن المعهد الفرنسي للصويرة، يومي 21 و22 يونيو (الساعة 15.00)، ويوم 23 يونيو (الساعة 11.00 والساعة 12.30)، عرض شريط وثائقي “راندي في طنجة” (85 دقيقة)، يبرز، حسب البلاغ، كيف اكتشف راندي ويستون المغرب سنة 1967 خلال جولة إفريقية، حيث قرر آنذاك الاستقرار بطنجة إلى غاية 1972. ويصور هذا الوثائقي الراحل ويتعقب أثره عند عودته إلى المغرب. ويتحدث راندي فيه عن حياته الموسيقية وحبه للموسيقى الإفريقية. وذكر البلاغ أن الراحل راندي ويستون كان قد توج “دكتورا في الموسيقى” من طرف عدة مؤسسات ثقافية ومعاهد الجاز. وبما أنه كان يتميز ببعد النظر، فقد شرع في تطوير موسيقاه في إفريقيا منذ الستينيات من القرن الماضي، وفي الوقت الذي كان فيه معظم الموسيقيين يختارون أوروبا، كان راندي ويستون، الذي يلقب ب”أركيولوجي الموسيقى”، يهتم دائما بالأنماط الموسيقية الشعبية والإفريقية. واختار العيش في المغرب حيث سقط في حب موسيقى كناوة، وارتبط بعلاقة صداقة مع المعلم عبد الله الكورد بطنجة. وقد تم، في سنة 2011، حسب المصدر ذاته، تكريم الراحل راندي ويستون في المغرب بمنحه وساما، إلى جانب المعلم عبد الله الكورد. وحصل ويستون والمعلم الكورد، خلال الدورة الرابعة من “وولد نوماد موروكو” التي نظمت في نيويورك تحت الرعاية الملكية السامية، على التوالي، على وسام الاستحقاق الفكري، ووسام الاستحقاق الوطني من درجة ضابط . وسيتم، حسب بلاغ للمنظمين، في إطار فعاليات الدورة ال22 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، تنظيم 40 حفلا موسيقيا في أنحاء مختلفة من المدينة، مضيفا أن هذا الموعد السنوي سيجمع، كالعادة، ثلة من أشهر “المعلمين” في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية، من أجل المزج بين موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة.