يخصص مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة تكريما للفنان الراحل راندي ويستن، أحد أعلام موسيقى الجاز. يضم هذا التكريم الكبير ثلاث فقرات قوية: ليلة كناوية، معرض للصور حول الراحل، وعرض الشريط الوثائقي الأسطوري "راندي في طنجة". إنه احتفاء بالمحب اللامشروط للأنماط الموسيقية الإفريقية، ورائد المزج بين كناوة والجاز. إذا ترك لنا إرثًا كبيرًا منذ أكثر من نصف قرن، ما يجعل منه واحدًا من جيل أساطير موسيقى الجاز. احتك بعمالقة مثل ديوك إلينغتون وكونت باسي، ولعب مع تشارلي باركر واستخلص دروساً مع عازف البيانو والملحن الأمريكي ثيلونيوس مونك. يعتبر راندي وستون، العازف الشهير على البيانو، واحدا من المراجع الأساسية في العالم الضيق للجاز. وكان دائما يستثمر الجذور الإفريقية للجاز لتطوير إبداعاته الموسيقية دائما وأبدا. توج راندي وستون "دكتورا في الموسيقى" من طرف عدة مؤسسات ثقافية وكونسرفتوارات الجاز. وبما أنه كان يتميز ببعد النظر، فقد شرع في تطوير موسيقاه في إفريقيا منذ الستينيات، في الوقت الذي كان فيه معظم الموسيقيين يختارون أوروبا ! كان راندي وستون، الذي يلقب ب"أركيولوجي الموسيقى"، يهتم دائما بالأنماط الموسيقية الشعبية والإفريقية. واختار العيش في المغرب حيث سقط في حب موسيقى كناوة، وارتبط بعلاقة صداقة مع "المعلم عبد الله الكورد" بطنجة. سحر المولعين بالموسيقى ب"Spirit ! The power of music"، وهو إبداع أنجز بالتعاون مع مجموعة "African Rythm Quintet"وصديقه الكبير المعلم الكورد.. هو بالفعل عمل مدهش مزج بين كناوة والجاز وجمع من خلاله هذا المتخصص في إثنولوجيا الموسيقى، ثلاثة أديان:المسيحية والإسلام وديانة اليوروبا. في 2011 ، تم تكريمه في المغرب بمنحه وساما، إلى جانب المعلم عبد الله الكورد. فخلال الدورة الرابعة من "World Nomads Morocco" في نيويورك، الذي نظم تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حصل كل من راندي ويستون و المعلم عبد الله الكورد، على التوالي، على وسام الاستحقاق الفكري، ووسام الاستحقاق الوطني من درجة ضابط. وكان وستون يجول في إفريقيا طولا وعرضا بحثا عن الإيقاعات والألوان الموسيقية الجديدة، ولكن المغرب ظل بيته الثاني. وبعد 92 عاما من التألق الموسيقي، أسلم راندي الكبير الروح بهدوء في فاتح شتنبر 2018. سنحظى جميعا بنزهة أخيرة في عالم الشخصية الرائعة، للفنان الراحل راندي ويستن، والذي يجسد المحب الأبدي لموسيقى كناوة والمثال الحي لعالمية الموسيقى من خلال تنوع الأساليب والألوان. الليلة راندي وكناوة، صداقة ثمينة السبت 22 يونيو- 23H30 @دار الصويري سيتجمع المعلم عبد الواحد ستيتو، والمعلم عبد لله الكورد، والمعلم عبد القادر حدادة، والمعلم عبد المجيد الدمناتي ليس لتكريم فنان كبير فقط بل كذلك وبالخصوص للاحتفاء بصديقهم، بأخيهم. فقد ربط راندي وستون مع "معلمي طنجة" علاقة تجاوزت النوتات والإيقاعات، لتصل إلى تمازج الأرواح... إنه حفل استثنائي سيغمر فيه سحر الموسيقى الفضاء، وسترتفع قلوبنا وأرواحنا إلى ذلك المكان الذي نصير فيه جميعا إخوة. شريط وثائقي يعبر من بروكلين إلى طنجة الجمعة 21 و السبت 22 يونيو الساعة 15.00 الأحد 23 يونيو الساعة 11:00 و12 :30 @ المعهد الفرنسي للصويرة في 1967، اكتشف راندي وستون المغرب بفضل جولة إفريقية منظمة من طرف وزارة الخارجية الأمريكية. فقرر إذاك الاستقرار بطنجة إلى غاية 1972. لم يكن يتحدث لا الفرنسية ولا الإسبانية ولا العربية، فكانت اللغة الكونية للموسيقى هي نقطة قوته. بعد 13، أنجزت منتجة فرنسية إسبانية شريط وثائقي فريد من نوعه، لم ينتج قط على ال"DVD". يصور "راندي في طنجة" راندي وستون ويتعقب أثره عند عودته إلى المغرب. إنها 85 دقيقة من السعادة نتابع خلالها هذا الجازمان" المحب للموسيقى، وهو يغوص في جو جيلالة وكناوة. طيلة هذا الشريط، يتحدث راندي عن حياته الموسيقية كأنه يحكي قصة.. قصة ولادة فضوله وحبه للموسيقى الإفريقية، التي يرى أنها أساسية لفهم الموسيقى نفسها. ويسلط "راندي في طنجة" الضوء كذلك على الصداقات الموسيقية المغربية الثمينة للرجل، من بينها صداقته مع المعلم عبد الله الكورد. بعد عرضه في دجنبر 2017 ب"New School" في نيويورك، موعدنا في الصويرة مع هذا الشريط في إطار تكريم هذا الفنان الأسطوري. معرض الصور.. حين يلتقي راندي بكناوة من 20 إلى 23 يونيو @دار الصويري سيتم عرض مسار فنان كبير رفقة موسيقيين أسطوريين ساحرين يحملون "القراقب" و"الكنبريات" عبر عيون رفيقين من رفاق دربه. إنها الصداقة الموسيقية للراحل راندي وستون مع كناوة التي تعود إلى الحياة عبر حوالي 30 صورة من إبداع "ياب هرلار" الذي رافق الرجل لسنوات عديدة، وصور أخرى ملتقطة من طرف مدير أعماله فريدريك. لأول مرة سيتقاسم صديقا راندي وأرملته، "فطومتا مبينغي"، مع الصويرة وزوار المهرجان ما كان في البدء ألبوما أعد كهدية للفنان الكبير بمناسبة عيد ميلاده ال90. هذا المعرض الرائع والفريد من نوعه يسافر بنا عبر الحياة الموسيقية لراندي وكناوة، أثناء جولاته الفنية، خلال مشاركته في الورشات، وإبان تمارينه الموسيقية. إنها صور تنضح بالحياة، وتكشف عن الحب اللامشروط الذي كان يكنه للموسيقى وبالخصوص لأصدقائه الموسيقيين.