وجه مصطفى عماي عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، رسالة مفتوحة موجهة إلى إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب نفسه، جاء فيها، “إلى الأخ الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر.. أخاطب فيكم اليوم المناضل الإتحادي الذي أعطى الكثير للحزب حتى تبوأ أعلى مراتبه. فكانت الإنطلاقة للتحضير لمعركة الكتابة الأولى إبان التحضير للمؤتمر التاسع من الأقاليم الصحراوية، بإشرافكم على المؤتمرات الجهوية للجهات الثلاث للصحراء وكنت موفقا وكنا معك مقتنعين بأهليتك لقيادة الحزب. وكان ما كان وشاءت الأقدار أن نتقهقر في استحقاقات جماعيات 2015، ويشاء القدر في تشريعيات 2016 أن نحصل بالكاد على فريق برلماني وكانت مشاركة بحقائب محتشمة في حكومة العثماني وثار العشرة وعزيناها لرغبتهم في الحصول على نصيبهم من كعكة المناصب والحقائب ووقفنا إلى جنبك في المؤتمر العاشر من أجل عهدة ثانية وآزرناك دون قيد أو شرط، وعلى الرغم من مؤاخذتنا لك على بعض أخطاء العهدة الأولى إلا أننا لم نخض “حديثا في ما جرى”. وانتهى المؤتمر، ومرة أخرى كان ما كان وانتظرنا استشرافا للمستقبل بخلق دينامية تنظيمية لضخ دماء جديدة واسترجاع الوهج الإشعاعي إلا أننا أصبنا بخيبة أمل وأصبحنا نفقد ما تبقى منا”. وأضاف عماي في رسالته التي تلقى “الأول” نسخة منها، “الأخ الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر خطابي هذا لك منبعث من حب وتقدير لشخصكم وأنتم تعرفون ذلك جيدا والدليل على ذلك مواقفنا معك في عز معارك المؤتمرين التاسع والعاشر، وكنت دائما أخا ناصحا لكم ولم أكن محابيا متملقا أبحث عن مصلحة وأنقل لك ما تحب أن تسمعه بل نقول لك الحقيقة حتى وإن كانت مرّة. الأخ الكاتب الأول، الحزب في أزمة وساعة تسليم المشعل لجيل جديد قد حانت ولكم في تجربة قطر خير دليل فالشيخ حمد بن خليفة لما أحس بأن نظام والده مهدد قام بإنقلاب أبيض على أبيه وتسلم مقاليد الحكم وجعل من إمارة قطر الصغيرة رقما صعبا في تدبير السياسة الدولية وتفوقت على دول مجلس الخليج التي كانت تنظر إليه نظرة إستصغار ولما أحس بأن وضعه الصحي لا يسمح له بالإستمرار في إدارة شؤون البلاد تنازل لإبنه تميم وهاهي قطر تتقوى رغم الحصار بل زادت قوة. أسباب نزول تجربة قطر هو أننا نريد التغيير معكم وبكم بما يخدم وحدة الحزب ومستقبله لأننا نريد تسليم المشعل الآن لجيل جديد يرد للحزب قوته كي نخرج من هذا النفق المظلم ونكون رقما صعباً في المعادلة لا حزبا وهنا يستعطف الآخر من أجل حقائب لا تسمن ولاتغني”. وختم عضو المجلس الوطني رسالته بالقول، “الأخ الكاتب الأول، أخاطبك بما يخفيه عنك الحواريون -الذين يوهمونك بنجاح كل المبادرات التي أطلقتها – الحزب في حاجة لتغيير سلس هادئ قبل أن تفرض علينا عملية قيصرية يجلب لها جراح من الخارج ويضع أبناء الحزب في الحاضنة بدل المولود الجديد حينها لن ينفع الندم. آه.. نسيت أن أذكرك بمثل صحراوي وأنت إبن الصحراء، المثل يقول ” اللي ماهو تفگاك فغزي لا يحمي عليك النهار”، ومعنى المثل أن من لم يكن حليفك في الغزوة لا داعي لرفقته، و نحن نقول لك من يصفق لك الآن ويبحث عن مصلحة وهو أصلا لم يكن معك إلا بعد إنفضاض الغبار، نقول لك لا داعي للأخد برأيه فهو غدا سيكون في طليعة المناهضين لك. وبه وجب الإعلام والسلام”.