تعيش أسواق اللحوم في عدد من مدن المملكة خلال هذه الأيام على وقع زيادة ملموسة في أسعار اللحوم الحمراء، إذ وصل ثمنها إلى حوالي خمسة وثمانين درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة للحم البقر، بعدما كان ثمنه لا يتجاز سبعين درهما، في حين ارتفع سعر لحم الغنم بدوره من 70 درهما إلى 75 درهما للكيلوغرام. وفي الوقت الذي يتوقع فيه المهنيون زيادة في ثمن اللحوم الحمراء خلال الأسابيع المقبلة، الأمر الذي سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين سيما أصحاب الدخل المحدود، اعتبر رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، محمد كريمين، أن ثمن بيع اللحوم بالمغرب حاليا يعتبر “مناسبا”. وتابع كريمين في تصريح لموقع “الأول”، مجملا دواعي هذا الارتفاع في أن الطلب على اللحوم الحمراء يفوق العرض المقدم في الأسواق، لافتا إلى أن أسعار اللحوم الحمراء المعتمدة حاليا تمت بالاستناد على دراسة تقنية خلصت إلى أن السعر الذي ينبغي أن تباع به اللحوم الحمراء للمستهلك هو 80 درهما، وذلك قصد تمكين المنتجين من هامش ربح معقول. على حد قوله. وبحسب المعطيات التي قدمها كريمين، فمن بين العوامل التي ساهمت كذلك في تسجيل ارتفاع على مستوى اللحوم الحمراء؛ إيقاف الدعم الموجه للفلاحين العاملين بنظام التلقيح الاصطناعي في إطار مخطط المغرب الأخضر، الأمر الذي نتج عنه تسجيل نقص في إنتاج اللحوم. وعن دواعي التخلي عن هذا النظام، أورد المتحدث ضمن تصريح لموقع “الأول”، أن العمل بنظام التلقيح الاصطناعي جد مكلف لميزانية صندوق الدعم الفلاحي. محمد كريمين، كشف في معرض حديثه أن معدل استهلاك اللحوم الحمراء في المغرب سجل ارتفاعا، إذ بلغ 17 كيلوغراما للفرد سنة 2018، بعدما لم يكن تجاوز المعدل 9 كيلوغراما سنة 2009، مشددا على أن الرقم يبقى ضيئلا مقارنة مع ما توصي به المنظمة العالمية للصحة، والمحدد في 27 كليوغراما.