(و.م.ع) (فاروق العلمي) بعد مضي ثلاث سنوات على الخسارة المفاجئة لهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016 أمام دونالد ترامب، تخوض خمس مرشحات غمار التنافس من أجل الظفر بتزكية الحزب الديمقراطي لرئاسيات 2020 وتحقيق حلم راود الكثير من النساء الأمريكيات بكسر “الهيمنة الذكورية” على البيت الأبيض التي امتدت ل 242 سنة. كامالا هاريس، إليزابيث وارن، تولسي غابارد، كيرستن غيليبراند وايمي كلوبوشار ، خمس نساء اغتنمن فرصة عدم وجود مرشح مفضل في المعسكر الديمقراطي لإعلان ترشحهن. وعلى الرغم من أن عددهن يفوق ذلك المسجل سنة 2016 ، فإن رهانهن لا يخلو من صعوبة. وتواجه هؤلاء النسوة سبعة مرشحين، من بينهم السناتور عن فيرمونت ،بيرني ساندرز، الذي يحظى بشعبية كبيرة في حين لم تعلن أسماء أخرى وازنة عن ترشيحها بعد، بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن و بيتو أورورك من تكساس. وتعكس توجهات هؤلاء المرشحات أيضا صورة حزب يعيش تحولا عميقا جاء كرد فعل على الطريقة التي بسط بها الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري سيطرته على “حزب الفيل” والتي جعلت الديمقراطيين يجنحون منذ تنصيب دونالد ترامب أكثر نحو اليسار، مدفوعين بالخطاب ذي النزعة الاجتماعية لأحد القادة الديمقراطيين بيرني ساندرز على الرغم من انهزامه أمام هيلاري كلينتون. وقد أفرز هذا التحول حزبا متأرجحا بين جناح معتدل وآخر يجنح بشكل واضح نحو اليسار. وتجسد ثلاث من بين المرشحات الخمسة ، تيارات متباينة في “اليسار ” الأمريكي. ففي الجناح المعتدل داخل الحزب الديمقراطي، هناك عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا إمي كلوبوشار، التي برز اسمها بعد سجالها الحاد مع مرشح الرئيس ترامب لشغل المنصب الشاغر في المحكمة العليا، بريت كافانو، خلال جلسة تأكيده في منصبه من قبل المجلس. وعندما سئلت خلال الحملة الانتخابية ، عن رأيها في نظام التغطية الصحية الإجبارية للجميع والدراسات الجامعية المجانية، وهي من المطالب التي ينادي بها غريمها في الحزب بيرني ساندرز ، اعتبرت كلوبوشار أن هذه المطالب “غير واقعية”. وأكدت في لقاء تلفزيوني مع الناخبين معارضتها الصريحة للتعليم الجامعي المجاني للجميع لمدة أربع سنوات، معتبرة أن إطلاق وعود من هذا القبيل يقتضي امتلاك المرء “لقدرات خارقة”. وعلى الرغم من الاحترام الذي تحظى به كلوبوشار لما تتسم به من جدية وحزم ، فإن سمعتها تضررت جراء تقارير إعلامية نشرت ، بعد بضعة أيام من إعلان ترشحها تشير إلى سوء معاملتها للعاملين معها في الكابيتول هيل، والذين يشتكون من نوبات الغضب المتكررة التي تنتابها. من جانبها ، تجسد إليزابيث وارن التي راكمت خبرة كبيرة، ما يسمى بالجناح “الراديكالي” في الحزب الديمقراطي حيث اكتسبت السيناتور عن ولاية ماساتشوستس سمعة كبيرة كمناهضة شرسة للفوارق الاجتماعية واشتهرت بخرجاتها الكثيرة والقوية ضد الشركات متعددة الجنسيات وضد الرئيس ترامب. وخلال إعلانها عن ترشحها، وصفت وارين الرئيس ترامب بأنه “رمز لمشكلة أكبر لنظام فاسد يدعم الأغنياء والأقوياء ويسحق الآخرين”. أما كامالا هاريس فتعد النجمة الصاعدة في الحزب، وفي حال فوزها في الانتخابات الرئاسية ل2020، فإنها ستصبح ليس فقط أول امرأة تتولى الرئاسة في الولاياتالمتحدة، ولكن أيضا أول سيدة من أصول آسيوية وأفرو أمريكية تلج المكتب البيضاوي. وعلى غرار المرشحة كلوبوشار، تشتهر كامالا هاريس بمرافعاتها القوية في مجلس الشيوخ والتي تنم عن التجربة التي راكمتها خلال تقلدها لمنصب مدعية عامة في كاليفورنيا. وتعد هاريس من المؤيدين لنظام “الرعاية الصحية للجميع” ، كما أنها من الداعين لإصلاح ضريبي يعزيز القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة. وتبدو حظوظ المرشحات عن الحزب الديمقراطي اللائي منحهن ترشح هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية السابقة حافزا أكبر، قائمة أكثر من أي وقت مضى للظفر بترشيح الحزب الديمقراطي ولم لا رئاسة البيت الأبيض مستندات في ذلك إلى الدعم الكبير للناخبات المتطلعات إلى التغيير.