فجرت صحيفة «صباح» التركية مساء أمس الجمعة 12 أكتوبر 2018، معلومة خطيرة بشأن عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول. ونقلت الصحيفة التركية عن مصادرها القريبة من دوائر التحقيقات أن المقاطع الصوتية التي بحوزة الأمن التركي للحظة اغتيال خاشقجي سجَّلها الإعلامي السعودي بنفسه من خلال ساعة «آبل»، التي كان يرتديها وقت دخوله القنصلية. وقالت الصحيفة إن الساعة سجّلت بعضاً من وقائع تعذيبه والتحقيق معه. وأوضحت الصحيفة أن الملفات التي سجَّلتها ساعة خاشقجي موجودة لدى السلطات التركية. وبحسب الصحيفة ترك خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته التركية خديجة جنكيز التي كانت تنظره في الخارج، ودخل إلى مقر القنصلية. وعقب دخوله يبدو أن الإعلامي السعودي شعر بالخطر عندما اقتاده 2 من فريق الاغتيال للتحقيق معه في غرفة مجاورة لمكتب القنصل محمد العتيبي فضغط على زر التسجيل في الساعة دون أن يشعر كل من حوله. وبعدما اكتشف فريق الاغتيال أن خاشقجي يسجِّل كل ما يدور دون أن يشعروا، حاولوا فتح الساعة بكلمة السر لكن دون جدوى، فاستعانوا ببصمات الأصابع الخاصة بإعلامي السعودي ولكن بعد مقتله، بحسب الصحيفة التركية. وعندما تمكنوا من فتح ساعة آبل قاموا بحذف التسجيلات، الموجودة على ذاكرة الساعة لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى النسخة الاحتياطية التي تم حفظها على هاتف خاشقجي الموجود بيد خطيبته في ذلك الوقت عبر تطبيق Icloud (Apple Cloud Server. وعثرت قوات الأمن التركية على التسجيل المتواجد على هاتف خاشقجي من طراز آيفون. تسجيلات صوت وصورة وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية، قالت مساء الجمعة، إن لدى تركيا تسجيلات صوتية ومرئية «صادمة»، تؤيد رواية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصدر مطلع على التحقيقات، أن وكالة استخبارات غربية اطَّلعت على أدلة تُظهر وقوع عراك داخل القنصلية، بعد دخول خاشقجي إليها، في 2 أكتوبر الجاري. كما أشار المصدر إلى وجود «أدلة حول لحظة مقتل خاشقجي». هذه المعلومات التي سرَّبتها وسائل إعلام تركية قريبة من الحكومة، تشير إلى أن الصحافي السعودي قُتل في مقر القنصلية بعد دخوله إليها بوقت قليل، كما أن السلطات الرسمية التركية تمتلك الأدلة الكاملة على هذه الواقعة. أيضاً، وبحسب صحيفة تركية وهي يني شفق، فإنه خلال الأيام الماضية طلبت القنصلية السعودية في إسطنبول كميات كبيرة من المنظفات، بعد طلب تركيا تفتيش مقرّ القنصلية ومنزل القنصل محمد العتيبي، القريب من القنصلية، بسبب شكوك لدى الأمن التركي بأن بعض بقايا جثة الإعلامي السعودي دُفنت في منزل العتيبة. وكانت وسائل إعلامية قالت قبل أيام، إن تركيا رصدت 3 مناطق يحتمل أن يكون بإحداها جثة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي. السعودية تنفي قتله والجمعة وافقت السعودية على طلب السلطات التركية بتفتيش مقر القنصلية ومنزل القنصل في مدينة إسطنبول، بعد رفض ومماطلة استمرَّت أكثر من أسبوع. وفي أول تصريح رسمي بشأن عملية قتل جمال خاشقجي نفى وزير الداخلية السعودي عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، وجود أوامر بقتل خاشقجي، ووصف ما يقال بأنه أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة. وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية واس، فجر السبت 13 أكتوبر 2018، أن بلاده حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي، كما قال إن بلاده حريصة على مواطنيها في الداخل والخارج. وعبَّر الوزير السعودي عن «شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي». ونوّه بالتعاون بين السعودية وتركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية، وشدَّد على «دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق، وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية. ويأتي بيان وزير الداخلية السعودي -على ما يبدو- تعليقاً على تقارير أوردتها الصحافة الأميركية، بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تشير إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر باستدراج جمال خاشقجي واعتقاله. عن عربي بوسط