كشف الصحفي محمد أحداد أحد الصحفيين الأربعة المتابعين من طرف حكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين، في قضية تسريب تفاصيل لجنة تقصي الحقائق بخصوص صناديق التقاعد، التي شكلها مجلس المستشارين، عن وقوف إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة وراء تحريك هذه المتابعة لتوريط عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية. واعتبر أحداد، أن مجمل القضية جاءت بناءً على طلب من إلياس العماري لجر قدم بنكيران إلى القضاء وتوريطه، خصوصا أن تلك الفترة كانت تعرف صراعها انتخابيا حادا بين "البيجيدي"، و"البام". وقال أحداد، في تدوينة له على الفايسبوك اليوم الجمعة، "حكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين، يقول إنه لم يقم سوى بدور ساعي البريد في ملف محاكمة أربعة صحافيين بتهمة "نشر أخبار صحيحة". وزاد أيضا أنه لا يمكنه التنازل عن الدعوى التي رفعت ضدنا لأنه لا يقدر على التدخل في اختصاصات السلطة القضائية- كذا-..طيب، الآن وقد صبرنا طويلا، وكنا نسعى لطي الموضوع بالطرق الودية، لكن مادام بنشماس لا يعدو كونه ساعي البريد، فإننا سنعيد بناء القصة من بدايتها دون رتوش…" مضيفاً، "حدث أن اتصل زعيم "البام" إلياس العماري بعزيز بنعزوز وقال له يجب أن تطالب بفتح تحقيق"حول تسريب ابن كيران لتفاصيل جلسة الاستماع"..ولأن الوقت كان وقت انتخابات، وكل شيء مشروع في سبيل التدافع "المفترى عليه"، سارع بنعزوز إلى تدبيج تقرير رفعه إلى حكيم بنشماس. وبنشماس هو رئيس مجلس المستشارين، والقانون التنظيمي ينص على أنه هو من يبعث بالتقرير إلى وزارة العدل. بطبيعة الحال، لم يجد بنشماس بدا من إرساله على وجه السرعة لأن الأمر نزل من "المسيح".." وتابع أحداد، "بالنسبة للرميد كانت الفرصة مناسبة ليبرز نفسه بمظهر المطبق للقانون وهو يعرف قبل غيره أن الرسالة التي وجهها ابن شماس إليه لم تكن الغاية منها بتاتا معرفة من سرب تفاصيل جلسة ابن كيران، بل توريط ابن كيران ومتابعته قانونيا..في بعض المرات، السذاجة السياسية تصل إلى مستويات "فلكية".." مضيفاً، "بعث بنشماس برسالة وضع عليها خاتم "السرية" لكن النيابة العامة ليست بهذه السذاجة، إذ ضمنت الرسالة في وثائق الملف، ثم خرج ابن شماس ليقول للرأي العام إنه لم يقاض الصحافيين..قلنا وقتها ربما أن الزعيم في الحزب التقدمي كان بالفعل مجرد "ساعي بريد" لكن ما الذي تبين فيما بعد: في جلسة المحاكمة السابقة سلم دفاعنا رسالة إلى قاضية الجلسة تتضمن توقيعات جميع رؤساء الفرق البرلمانية بمن فيهم عزيز بنعزوز، رئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس لجنة تقصي الحقائق، يطالبون فيها من بنشماس بسحب الدعوى..هكذا بوضوح. الفرق البرلمانية تقول لبنشماس: نحن لا نريد مقاضاة الصحافيين، لكن بنشماس الذي ينتظر "الوحي" لم يسمع لا للبام ولا للبيجيدي وللاتحاد ولا أي شيء..وما يزال مصرا أنه ليس هو من رفع الدعوى…"