وجهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم، صرخة للمجتمع الدولي، للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، في الذكرى الأربعين لإحراقه، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة بحقه. وبهذا الشأن، قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في تصريحات للصحفيين في الجامعة العربية، اليوم، الجريمة التي بدأت في الحادي والعشرين من آب/أغسطس ومنذ أربعين عاما مستمرة ولم تنقطع لحظة واحدة، ونستطيع القول أن هنالك سياسة إسرائيلية رسمية تدعمها دوائر في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتهويد القدس، وفق برنامج مخطط ومدروس بعناية ومدعوم بشكل كامل وبأموال طائلة لا حدود لها. وشدد السفير صبيح على أنه بعد مرور أربعين عاما على حرق المسجد الأقصى بات الحرم القدسي أكثر استهدافا، من أي فترة مضت، لأن عمليات الحفر أسفل أركانه وأساساته في حالة استمرارها ستؤدي على انهياره بالكامل. وأضاف: منذ حرق المسجد الأقصى، والقدس تحاصر، والمسجد الأقصى يحاصر، والاستيطان يطال كل بقعة في المدينة المقدسة، فهو وصل باب العمود، وواد الجوز وباب الزاهرة، ناهيك عن ضواحي المدينة كالشيخ جراح، وسلوان، وغيرها. ولفت السفير صبيح إلى المخاطر الناجمة عن الحفريات الإسرائيلية، أسفل المسجد الأقصى، والتي بدأت تبرز الانهيارات في بيوت وساحات المنازل المتاخمة والقريبة من الحرم القدسي. وتطرق إلى مخاطر إنذارات هدم منازل الفلسطينيين في القدسالمحتلة، موضحا أن هنالك أكثر من 20 ألف بيت في القدسالشرقية، وبلدتها القديمة مهددة بالفعل، بتزامن عمليات طرد ممنهجة تقوم بها سلطات الاحتلال للعائلات المقدسية. وقال: هناك تزييف خطير، وشبكات تزوير إسرائيلية ظهرت مؤخرا، واستطاع المحامون الفلسطينيون كشف كذب الادعاءات حول وجود عمليات بيع لمنازل فلسطينية في القدس، حيث اتضح أن توقيع أحد أصحاب البيوت التي تدعي إسرائيل بأنه قد بيع لليهود جاء بعد وفاته بعشر سنوات، مما يثبت بأنهم يجرون عمليات تزوير للسيطرة على ممتلكات العرب في القدس. وتحدث السفير صبيح عن وجود جماعات كبيرة في الولاياتالمتحدة تجمع النقود والمساعدات من أجل الاستيطان في القدس، وأحد هؤلاء المليونير الأمريكي اليهودي مسكوفيتش، داعيا في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية بالسير بخطوات عملية لتجفيف منابع الاستيطان. وعبر عن رفضه للتصرف الاستفزازي المتمثل بقيام عضو كونغرس من الحزب الجمهوري الأمريكي مع عدد من أعضاء الكنيست والمتطرفين اليهود بزيارة القدسالمحتلة لغرض دعم الاستيطان فيها، مؤكدا على ضرورة تدخل واشنطن والمجتمع الدولي لوضع حد لمثل هذه التصرفات. وتابع: لا يكفي بأن يقول المجتمع الدولي الإدارة الأمريكية بان الاستيطان مرفوض، وأننا نحث الحكومة الإسرائيلية لوقفه، لأن إسرائيل لا تفهم الحث واللين، بل تريد إجراءات عملية رادعة من قبل الولاياتالمتحدة تكون كفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية وبوضع حد لسياساتها الاستيطانية الخطيرة.