وجه الفلسطينيون نداء استغاثة للأمتين العربية والإسلامية للتدخل والتحرك العاجل لحماية المسجد الأقصى المهدد التقسيم، وطالبوا الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها الاستفزازية الهادفة إلى السماح لليهود بالدخول إلى ساحة المسجد الأقصى. جاء ذلك عقب تصريحات وزير الأمن الداخلي خلال جلسة الكنيست الإسرائيلي بأن ساحة المسجد الأقصى ستُفتح قريبًا جدًا أمام المصلين اليهود حتى دون التوصل لاتفاق بهذا الشأن مع المسلمين. وأضاف أن أنه يخطط للوصول إلى ساحة الأقصى بمرافقة حشودات جماهيرية كبيرة. فقد استنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الفلسطينية ما صدر عن المسؤولين الإسرائيليين من تصريحات تستهدف المسجد الأقصى. وأضاف في تصريح ل"التجديد" أن مسؤولية رعاية المسجد الأقصى المبارك هي للأوقاف الإسلامية فقط وأن المسجد الأقصى ملك للمسلمين وحدهم ولا يجوز لغيرهم التصرف فيه. وقال إن المسجد الأقصى المبارك هو البقعة الوحيدة في العالم التي شهت اجتماع الأنبياء والمرسلين جميعا يوم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم إماما فيه. وشدد سلامة على أن قوات الاحتلال لا تملك ولا تسمح لها القوانين الوضعية بتغيير النظام في المسجد الأقصى، كما أن الشريعة الإسلامية ترفض هذه الإجراءات الباطلة بشأن المسجد الأقصى. مضيفا أن المسجد الأقصى إسلامي بقرار رباني ولن يؤذيه أي قرار صادر من هنا أو من هناك. وقال إن فلسطين أخذت مكانها من وجود المقدسات الإسلامية فيها ونحن كمسلمين ندافع عن المقدسات ونرعاها، فيما تحاول قوات الاحتلال أن تستغل ما يجري في الشرق الأوسط بعد احتلال العراق لتغيير بعض المعالم في فلسطين، لكننا نحذر من المساس بالمسجد الأقصى الذي كان السبب المباشر لانتفاضة الأقصى، ونحذر من عواقب لا يعلمها إلا الله إذا حدث مكروه له. وأشاد الشيخ سلامة بموقف فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48 لدورهم الريادي في إعمار المسجد الأقصى وتعميره حيث أن المسلمين من الضفة وقطاع غزة لا يسمح لهم بالوصول إليه. حماية الأقصى مسؤولية الأمة من جهته أكد الشيخ تيسير بيوض التميمي، قاضي القضاة الفلسطيني، وأمين سر الهيئة الإسلامية العليا في القدسالمحتلة أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية كاملة وأن أي مساس به يعتبر خطوة خطيرة وتحد واضح وصريح لمشاعر المسلمين في العالم. وقال في تصريح ل"التجديد" إن التصريحات الإسرائيلية اشتدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وهذا أمر يبعث على القلق. وأضاف: هذه ليست التصريحات الأولى التي نسمعها بل سبقتها تصريحات لما يسمى قائد شرطة القدس "ميكي ليفي" الذي قال قبل شهور أنه سيتم بعد انتهاء الحرب على العراق فتح الأقصى أمام المصلين اليهود. وتابع: هناك مخطط إسرائيلي واضح لفرض الهيمنة على الأقصى، وهذا سيضع العامل كله على حافة حروب وصراعات دينية لن تبقي لا تذر، ولكن نحن لن نمكن اليهود من المساس بالمسجد الأقصى، ودعونا جماهير شعبنا لشد الرحال للأقصى رغم الحصار والقمع للصلاة والتواجد فيه. وحذر التميمي من حدوث ما لا يحمد عقباه إذا مس الأقصى بسوء، مطالبا المسلمين في كافة أنحاء العالم الوقوف بجد لحماية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين والدفاع عن الأقصى كجزء من مسؤوليتها. وأضاف: وجهنا بيانا مناشدة لجميع وسائل الإعلام وهيئة الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ورؤساء وملوك الدول العربية لحثهم على التحرك لمنع وقوع الكارثة. تزامن مع الحملة ضد الحركة الإسلامية وتتزامن التصريحات الإسرائيلية مع بدء حملة الاعتقالات بحق قادة الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م، التي كان بينها اعتقال الشيخ هاشم عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم الحركة. وتعتبر الحركة الإسلامية أكثر من سخر جهوده لخدمة المسجد الأقصى، حيث قامت بإعادة إعمار المصلى المرواني بتكلفة وصلت إلى ستة ملايين دولار. كما واظبت على تنظيم "مسيرة البراق" إلى المسجد الأقصى، حيث يتم من خلالها نقل الفلسطينيين من كافة المدن والقرى الفلسطينية إلى المسجد الأقصى مجانا. وكان للحركة أيضا نشاطات متعددة لحماية الأقصى كالمهرجانات والإفطارات الجماعية وإقامة الدروس العلمية والمحاضرات الدينية وغيرها. الأراضي المحتلة-عوض الرجوب