أعلنت الشرطة الموريتانية أن منفذ التفجير -الذي وصفته بالانتحاري، والذي وقع السبت قرب السفارة الفرنسية بنواكشوط- مواطن موريتاني، وأنه كان موضع شبهة منذ عدة أسابيع. ونقل مراسل الجزيرة نت في نواكشوط أمين محمد عن مصادر أمنية وقضائية قولها إن منفذ العملية يدعى أحمد ولد فيه البركة وإنه موريتاني من مواليد عام 1987. وأوضح مصدر أمني أن ولد فيه البركة كان يرتدي حزاما ناسفا وفجر نفسه في شارع يقع خلف السفارة الفرنسية بنواكشوط مستهدفا فرنسييْن يعملان في أمن السفارة. وقال مراسل الجزيرة محمد الصوفي إن الفرنسيين كانا يمارسان رياضة الجري وأصيبا بجروح طفيفة، كما أصيبت سيدة موريتانية تصادف التفجير مع مرورها في المكان بجروح طفيفة أيضا. وقال مراسل الجزيرة نت إن الانتحاري اقترب من الفرنسيين وفجر نفسه وتطايرت أشلاؤه في اتجاهات مختلفة. وقال شهود عيان إنهم رأوا رأس الانتحاري وأجزاء من جسده متناثرة على قارعة الطريق. استنفار وفرضت قوات الأمن الموريتانية طوقا أمنيا حول مكان الحادث، وأغلقت جميع المنافذ المؤدية للسفارة الفرنسية ومَنعت وسائل الإعلام من الوصول إلى مكان الحادث. وقال مصدر في السفارة الفرنسية إنه لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع أمام جدران السفارة، وقال شاهد عيان إنه لم يلحق أضرارا جسيمة بالمبنى. وتعتبر هذه أول عملية توصف بالانتحارية تشهدها موريتانيا، وعلى الرغم من تزايد نشاط القاعدة في شمال غرب إفريقيا والصحراء، فإن الهجمات في موريتانيا نادرة. وفي يونيو/حزيران الماضي أعلن جناح القاعدة في شمال أفريقيا مسؤوليته عن إطلاق النار على موظف إغاثة أميركيي في موريتانيا، قائلا إنه رد على العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان وباكستان. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2007 قتلت الجماعة أربعة سائحين فرنسيين، كما شهد العام نفسه ثلاث عمليات أخرى استهدفت الجيش الموريتاني وراح ضحيتها العشرات من أفراد الجيش، وهوجمت السفارة الإسرائيلية في نواكشوط العام الماضي. التوقيت ويأتي تفجير الأمس بعد ثلاثة أيام من أداء محمد ولد عبد العزيز اليمين الدستورية كرئيس للبلاد في أعقاب فوزه بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي. وكانت السلطات الموريتانية قد أعلنت أن خلية متخصصة في الأحزمة الناسفة قد تدخل الأراضي الموريتانية من معسكرات القاعدة وأن البحث جار عن أعضاء هذه الخلية. وكان وكيل النيابة الموريتانية المساعد المصطفى ولد سعيد قد أكد في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية لديها معلومات عن نية عدد من الانتحاريين دخول البلاد لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مصالح غربية في نواكشوط. يذكر أن فرنسا أحد أكبر شركاء موريتانيا في التجارة والمساعدات وفي 2007 خصصت 93 مليون يورو (134 مليون دولار) لبرنامج مساعدات مدته أربع سنوات لم يدفع منه سوى 30% فقط، وقالت باريس الأسبوع الماضي إنها تتطلع إلى الإفراج عن الباقي. وعلق الاتحاد الأوروبي أموال المساعدات لموريتانيا احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي وقع في أغسطس/آب من العام الماضي، ولكنه أشار بعد ذلك إلى أنه قد يكون مستعدا لاستئناف التعاون