يعتبر الشباب والأطفال بالمغرب أكثر زوار الانترنت والمستخدمين لها ، ولأننا نعيش في مجتمع نطمح جميعا إلى تنميته وتطويره بشكل إيجابي وجب علينا ذكر بعض المخاطر والسلبيات التي تهدد مجتمعنا المغربي والتي تعتبر الانترنت مصدرها ، كما يجب علينا التأكيد أنه كيفما كانت هذه المخاطر فلن تصل للكم الهائل من الفوائد والإيجابيات التي تزخر بها هذه الأخيرة ، ولكن اختيار مسار النجاح والحلم بمجتمع انترنيتي مغربي راقي وفعال يحتم علينا ذكر بعض المخاطر أولا وذلك لسببين أولهما لأن الوقاية خير من العلاج إذ التوعية بالشيء ستجعلنا نضع خطوطا حمراء تحت الخلل ونسرع بقدر كافي في حماية مجتمعنا وأطفالنا ،وسنساهم لا محالة في خلق انترنت مغربي فعال ، تنموي ومنتج ، وثانيا لأن فوائد الانترنت تحتاج لكتب ومجلدات إذا أردنا الحديث عنها لأنها ببساطة أكبر بكثير من تناولها في مقال واحد . الأنترنت المغربي .. صورة مشوهة :
لم يعاني أي مجتمع محافظ وأصيل من صورة كئيبة ومأساوية كما شوه المجتمع المغربي ، أفكار خاطئة عن شبابنا داخل النت ،جعلت البعض يظن أن كل المغاربة مثليين وأن كل النساء عاهرات وكل التقنيين والمهندسين هاكرز ، ليس بالوجهة الأخرى فقط توجد هذه النظرة ولكن بدول لا تفرقنا عنها سوى الحدود ، يرسمون لنا صورا لا تليق بنا كمغاربة من نسل شريف وطاهر وتاريخ يحسدنا جيراننا عنه ،ولكن بعض التصرفات الغير مسئولة جعلت المجتمع المغربي ضحية للتشويه والكذب... نتيجة حتمية لأخطاء عديدة يرتكبها البعض فيروح ضحيتها الكل ، صور لمؤخرات شابات في ربيعهن وأخرى لفنانين لهم مكانة داخل المجتمع المغربي وهم عراة وثالثة لعرس شاد على اليوتيب وأخبار هنا وأخرى هناك منها الصائب وأغلبها كاذب جعلت الكل يتخذ عنا نظرة لا نستحقها .
وهاهي الأيام تمر وإعطاء صورة جيدة وصحيحة عن مجتمع مغربي لا يستطيع أحد التشكيك في أصالته ليست بالشيء البعيد ، فقط يجب علينا الحذر كل الحذر ونحن نستعمل التقنيات الحديثة والتواصل الإنساني في أرقى صوره بل وحتى أقبحها .
بعض سلبيات الأنترنت :
- تعرض أجهزة الكمبيوتر للتلف والخراب بتأثير الفيروسات التي تصل عبر الارتباط بالشبكة وعن طريق فتح البريد الإلكتروني وتصفح بعض المواقع.
- سرقة المعلومات والخصوصيات التي بالأجهزة من طرف بعض الهاكرز وهواة الاختراق ، والتعرض لبعض برامج التجسس .
- التعرض لعمليات الاحتيال والنصب فلا يمكن لأي مستعمل للانترنت أن يخفي توصله برسالة من بعض الأشخاص وخصوصا الأفارقة الذين يزورون بطاقات الائتمان ويحصلون على معلومات الفرد من خلال التواصل معه على أنهم شركة يانصيب أو أحيانا سيدة عجوز تركت ميراثا كبيرا وتريد كتابته لشخص مسلم... طرق عديد سخرها البعض للاحتيال والنصب على زوار النت .
- خطورة المواقع اللاأخلاقية وشبكات الدعارة والجنس، واستغلال الكبت المجتمعي لتمرير فساد أخلاقي ممنهج ، وجدير بالذكر أن هذه الشبكات تكثر وتتكاثر في الإنترنت والتي يتم نشرها ودسها بأساليب عديدة في محاولة لاجتذاب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة ومنافية للأخلاق .
- تعرض الأطفال والمراهقين للغواية حيث يتم التحرّش بهم وإغواءهم من خلال غرف الدردشة والشات والبريد الإلكتروني .
- نشر الفتنة الطائفية وبعض الأفكار الإرهابية وتصدير مفاهيم دينية خاطئة عن طريق مواقع سخرت لهذا الغرض ، والدعوة للتشدد والاقتتال ونشر مفاهيم عدائية تجاه خلق الله ومفاهيم العنصرية ..
- الدعوة لأفكار خارجية غريبة ومناقضة لديننا و لقيمنا داخل المجتمع المغربي المتشبث بالأصالة والغني بالأصالة بمفهومها الصحيح والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل عبادة الشيطان وبعض العلاقات الغريبة الشاذة مثل تصرفات المثليين .
- رعاية بعض البيئات المريضة لفكرة الانتحار وتصويرها بشكل حل للمشاكل من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة وعشاق الموت و جرائم القتل التي ترتكب من خلال غرف المحادثة الغريبة من قبل جماعات تدعو لممارسة طقوس معينة لفنون السحر تؤدي بالنهاية إلى قتل النفس التي لها مكانة مقدسة عندما نحن المغاربة كمسلمين وعرب.
- اللعب بعواطف الأبرياء عن طريق قصص الحب الخيالية والصداقة الوهمية مع شخصيات مجهولة، أغلبها تتخفى وراء أقنعة ووجوه مستعارة وأسماء مصطنعة .وما يترتب على مثل هذه القصص من عواقب خطيرة على نفسية المراهقين تجعلهم لا يركزون في مناهجهم الدراسية وبداية التفكير في أشياء يستغلها البعض من أجل الاستهتار بهم.
- نشر أخبار كاذبة وتعليقات وهمية والتشهير بالأفراد والمؤسسات ونشر الإشاعات عن طريق المجموعات البريدية والمواقع المجانية والمدونات وبعض المواقع الصغيرة .
- التسبب في بعض الأضرار الصحية مثل التعب الجسدي والإرهاق والمشاكل الصحية التي يسببها الاستخدام الطويل للكمبيوتر والإنترنت ، من ضرر للعيون والعمود الفقري والمفاصل والأعصاب والسمنة و الهزل والأمراض النفسية التي تنجم عن سوء استخدام الإنترنت مثل الاكتئاب وانفصام الشخصية وغيرها من المخاطر الصحية النفسية و الجسدية التي تغذيها مشكلة إدمان الإنترنت..
رغم كل سلبيات الانترنت تبقى ايجابياتها أعمق بكثير من مخاطرها ، ومبرر عميق للتشبث بها واستخدامها ولكن الأسباب السابقة تستدعي الكتابة حول الأمر لتصحيح المفاهيم ولاستخدام هذه التقنية التي أعطت وستعطي للعالم الشيء الكثير بطريقة صائبة وآمنة في نفس الوقت ، وخصوصا بمجتمع يتقبل التطور بشكل سريع كمجتمعنا المغربي . **متخصص بالإعلام الإلكتروني وثقافة الانترنت