نجاح صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة للوصول إلى عسقلان وتل أبيب وضرب أهدافها، تم تبريره بأنه خلل فني في منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وقد تم إصلاحها، كانت هناك فرصة كبيرة حتى صباح اليوم لإنهاء جولة القتال الحالية بأقل تكلفة، لكن يبدو أن نتانياهو الذي نجح قبل أسبوعبن في لجم جنرالات الجيش، لكن بعد ذلك وبسبب هشاشة موقفه السياسي اضطر للخضوع لضعوط قادة الجيش الذين يرون في الدخول في مواجهات عسكرية فرصة لتطبيق نظرياتهم العسكرية لتفتح لهم الطريق لصناعة المجد العسكري لفتح الطريق للدخول إلى الحلبة السياسية… معادلة الردع التي تريدها إسرائيل بضرب أبراج غزة لن تنجح بتحقيقها مادام الشعب هو صاحب القرار بالتوجه إلى المعركة، فكل ثمن يمكن أن يدفعه الشعب الفلسطيني سيكون هيناً مقابل الهدف الذي تحركت من أجله المقاومة، دخلت المواجهة مرحلة جدية بضرب الأهداف الكبيرة، بالنسبة لغزة الفقيرة هي أبراج سكان المواطنين، وبالنسبة للإحتلال الإسرائيلي هي المدن الكبرى "تل أبيب" مع أن المقاومة أحسنت صنعاً بإعطاء إنذار على المناطق المستهدفة لتقطع الحجة على الإحتلال الإسرائيلي بأن المقاومة تستهدف قتل المدنيين… منع السلطة الفلسطينية للإحتجاجات الشعبية ضد الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ليس أمراً غريباً، ذلك أن التنسيق الأمني ليس مجرد عملية إجرائية بين طرفين، إذ أصبح التنسيق الأمني منذ عام 2007 عقيدة سياسية وأمنية لدى السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، فحينما هددت السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الإحتلال الإسرائيلي قبل سنوات، كان رد الإحتلال واضحاً بأن السلطة تستفيد منه أكثر… فالشاباك وأجهزة أمن السلطة يتناقشون بشكل دوري حول التهديدات المشتركة، وهي بالطبع "المقاومة الفلسطينية" ليس أي شيء آخر، والإحتلال يدرك هذا الأمر جيداً، وعليه يمكن فهم كيف استطاع رئيس الشاباك إقناع محمود عباس في عام 2014 بأن الخلايا العسكرية لحماس التي فككها في الضفة الغربية كانت تهدف للإنقلاب على السلطة الفلسطينية وليس لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وهو ما صدقه عباس وجعله يتراجع عن اتفاق مصالحة 2014… المستوطنون والمستوطنات في الضفة الغربية تحت حماية التنسيق الأمني الفلسطيني في أمنه وأمانه وحبه وغرامه، ليت الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس يكونان من أولويات التنسيق والمنسقين الأشاوس، إذاً فالتنسيق الأمني لا يتعلق بكشف مخطط عسكري لخلية أو مجموعة بل هو استراتيجية لإحباط مفاعيل المواجهة في المجتمع الفلسطيني وكسرها ومنع تبلورها بشكل يهدد الإحتلال الإسرائيلي. هم زائلون لا محالة، والقدس باقية بإذن الله، وغزة ستبقى شعلة النضال وقبلة الأحرار تلبي نداء القدس بروحها حتى يأذن الله بأمره.