يا حكامنا العرب تعلموا من خليفة المسلمين جون بايدن ومن ميركل أصلحها الله ! بقلم /هشام الصميعي اكتسحت صورة للرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يجتت على ركبته ويقدم اعتدارا تاريخيا لإبنة فلويد ضحية تعسف الشرطة والعنصرية الفضاء الأزرق وتفاعل معها بإعجاب شديد الآلاف من العرب 0 صورة معبرة أراد من خلالها خبراء الصورة بالبيت الأبيض إرسال رسالة للداخل الأمريكي والخارج بعد مئة يوم من قيادة بايدن لأقوى دولة في العالم مفادها أن الإعتدار أبلغ الوسائل لتصحيح تجاوزات القوة عندما تتعرى هذه الأخيرة وتصبح غاشمة تهين كرامة المواطن0 وهو أبلغ من 27 مليون دولار التي حكمت من خلالها المحكمة لفائدة عائلة الضحية لجبر الضرر الخاص أما الضرر العام الذي هز الضمير الأمريكي وقاد الى أكبر مظاهرات شهدتها أمريكا فلن يمحيه سوى الإعتدار 0 فلو قدم بن علي الموظفة التي قادت بتصرفاتها البوعزيزي إلى حرق نفسه للقضاء واعتذر للشعب التونسي لما اضطر الديكتاتور الى الهروب من البلد مثل لص في جنح الليل 0 ولو إعتدر القذافي عن مجزرة سجن أبو سليم وآسى دوي ضحاياها لما قام عليه شعبه المتعطش الى الحرية ولما كانت نهايته وسط قناة الصرف الصحي بتلك الطريقة و حملت جثته كعنزة على سطح "ميتسوبيشي"0 ولو قدم حسني مبارك اعتدارا لدوي ضحايا قمع الشرطة للناشطين في مخافر الشرطة وقدم مقترفيها الى المحاكمة لما انتهى به المسار جثة على سرير في قفص المحكمة 0 ولو أعتدر الأسد لحماة التي قصفها أباه بالصواريخ لما كان مضطرا لإخراج دبابات الجيش لمواجهة الشعب الأعزل الذي أصبح نصفه لاجئا عبر أصقاع العالم 0 فالحاكم العربي لايعتدر لأنه يعتبر نفسه معصوما عن الخطأ كما كان يعتقد الفرعون بأن دماء الآلهة تجري في عروقه 0 وهو كالحي في الدنيا نائم و لا ينتبه عند نهايته 0 وفي عربون وفاء ودعت ألمانيا أنجيلا ميركل بست دقائق من التصفيق الحار ، في الشرفات ، والنوافذ ، في الباصات والحانات ، صفق البلد بأكمله لمدة 6 دقائق على الكبيرة ميركل المثال الرائع للقيادة والدفاع عن الإنسانية 0 ودعت ألمانيا سيدة العالم ميركل التي تعادل بحسب خبراء ست رجال وعندنا قد تعادل حكم سيدنا عمر بن عبد العزيز حكمت ألمانية لتماني عشر سنة لم يسجل عليها أي تجاوزات أو كدب على الشعب أو استغلال السلطة والنفوذ لتنمية شركاتها الخاصة أو تشغيل أقاربها 0 في مؤتمر صحفي ، سألت صحفية ميركل: * نلاحظ أنك ترتدي نفس البدلة ، أليس لديك أخرى؟ فأجابت: "أنا موظفة حكومية ولست عارضة أزياء". وفي مؤتمر صحفي آخر سألوها: * هل لديك خادمات ينظفن منزلك ويحضرن وجباتك وما إلى ذلك؟ كانت إجابتها: لا ، ليس لديّ خدم ولا أحتاجهم ، أنا وزوجي نقوم بهذا العمل في المنزل كل يوم. * ثم سأل صحفي آخر: * من يغسل الثياب أنت أم زوجك؟ إجابتها: "أنا أرتّب الملابس، وزوجي هو الذي يشغل الغسالة 0 ميركل التي توصف بأنها تعادل ست رجال حكمت واستحقت أن تدخل لقصر المجد في قلب الشعب الألماني واستحقت أن يقف لها الشعب بكامله لتوديعها 0 فيا حكامنا العرب تعلموا من هؤلاء !