تجسد هذه الآية القرآنية ، معنى من معاني اليوم ، واقعنا المعيشي المؤلم ، رجال ونساء نفتقدهم كل يوم ، بل كل ساعة ، يموتون بهلاك أنفسهم ، ظاهرة سيئة عبارة عن مجزرة وخيمة ، ألفاظها متعددة بشتى المعاني والمرادفات ، إنتحار وغرق وقتال. هذه الألفاظ كتبناها ، ولكن تعددت الأسباب وراءها ، أسباب عائلية ونفسية وفقرية ، هي الدافعة الأساسية للمشاكل ، نعم تعددت الأسباب والموت واحد ، ولكن موت هؤلاء ليس كالموت المعروف ، كل من ضاقت به الدنيا يلجأ إلى البحث عن حبل موت. ولا تكاد تسمع الأخبار اليومية ، إلا وذكرت معها نموذجا من الإنتحار أو ما يشبه ذلك ، شباب في عمر الزهور ، يلقون بأنفسهم في البحر الطويل الأمد ، شجاعتهم جعلتهم ينسون قول الله تعالى:(ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). رحمة الله الواسعة ، ترشدك إلى عدم القيام بأي فعل ، ينفصلك عن الحياة ، إن ضاقت بك الدنيا ، فلا تهرب إلى نار الآخرة ، فما خلقت إلا لتعيش ، وما بيدك الرجوع إلا بإذن من خالقك. الآية الكريمة ، يخالفها شباب اليوم ، ولا يفكرون في عواقب ذلك ، ليس صعبا أن تنتحر أو أن تلقي بنفسك في البحر للعيش بضفة أخرى ، ولكن أن تعلم أن وصولك إلى ما تريد ، كان بشجاعتك وثقتك في نفسك ، حتى إن لم تصل وغالبتك الأقدار ، و سلمت الروح إلى ربها ، هذا ناتج كذلك عن شجاعتك ، الشجاعة ليست المؤهل الوحيد لتصل ، ففي بعض الأحيان تكون مؤهلك للموت إن تجاوزت الحدود. كل هذا يرجع إلى عدم الوعي ، وفهم الحياة ، بالمفهوم الخاطيء ، الحياة أمانة ، والاستباق إلى الآخرة ، بغير موعد من صاحبها ، يعتبر للروح إهانة ، كن سباقا إلى العيش في الحياة ، واترك آثرها السلبية ، فلها إلاه يدبرها كيف ما شاء.