ادريس زياد لعالم اليوم الدولية كانت المؤشرات كلها تنبيء بفوز إدريس ديبي في الإنتخابات الرئاسية لدولة تشاد، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان، اندفعت قوات جبهة الوفاق من أجل التغير المعارضة بزعامة "محمد مهدي علي" في اتجاه الحدود الشمالية لتشاد انطلاقاً من الجنوب الليبي حيث تتمركز معظم حركات المعارضة المسلحة التشادية، مستعملة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة والذخائر والعربات، التي حصلت عليها جزاء لتحالفها مع قوات الجنرال خليفة حفتر أثناء حصار طرابلس، ومازال حفتر يعول على هذه القوة المتمردة لدعمه في الفترة الإنتقالية القادمة في ليبيا، وبما أن محمد مهدي أصبح واضحاً أنه ليس له مكان وسط الليبيين خصوصاً بعد توصلهم إلى اتفاق وأن دوره في ليبيا انتهى، وأن عليه الإستفادة من قوته في تشاد قبل هلاكها داخل ليببا، قام باستغلالها في دعم المعارضة التشادية وربما كان يتجه لأجل التفاوض على السلطة في تشاد خصوصاً في في هذا الظرف الذي تستعد فيه تشاد للإنتخابات الرئاسية… استخفاف الرئيس إدريس ديبي بقوى المعارضة التشادية المسلحة لاسيما وأن هجومها في الشمال لا يعدو أن يكون هجمات بين كرّ و فرّ، ما جعله يعتقد حسمه للمعركة في الميدانين الحربي والإنتخابي، خصوصاً أن قواته كانت تلحق بقوى المعارضة هزائم في مناطق عديدة من تشاد، ورغم هذا الصراع القائم سافر الرئيس ديبي خارج البلاد في زيارة لدولة إفريقية، وفي مخيلته أن المعركة محسومة لدرجة أنه توجه إلى الجبهة المشتعلة ليتمتع بدمار قوى المعارضة بجيشها وعتادها وذخيرتها، وليتفقد جيشه الباسل وليعلن النصر في "ماو" عاصمة ولاية "كانم"، لكنه تعرض لإصابة هناك في ظروف مريبة، انتهت بإعلان مقتله بعد وصوله إلى العاصمة أنجامينا، وفي رواية مقتله لازال هنالك بعض الغموض وعدم الوضوح، فالصورة المتداولة في الإعلام استهلاكية أكثر منها واقعية… بعد هذا الحدث المرعب الذي غير المشهد السياسي القائم رأساً على عقب، أعلن الجيش عن تشكيل مجلس عسكري برئاسة نجل الرئيس إدريس ديبي الجنرال محمد إدريس ديبي، وأعلن عن مرحلة انتقالية غير واضحة بعد ثمانية عشر شهراً، في خرق لمضامين دستور التشاد الذي ينص على الإنتقال الدستوري للسلطة إلى رئيس البرلمان، القوات المعارضة بدورها أعلنت رفضها جملة وتفصيلاً الإعلان العسكري للجنيرال محمد إدريس ديبي، واستتفرت كل قواها في تشاد وأعلنت قدومها إلى العاصمة أنجامينا… ليس غريباً على فرنسا أنها كانت تدعم طرفاً على الآخر، هذه من أعمالها الشيطانية على مر الأزمنة والعصور، فهي تراقب عن كثب وتلعب لعبة "البلايستايشن" اكتفت بدعم جيش ديبي بالمعلومات فقط، استشعار فرنسا دخول أقطاب دولية جديدة إلى تشاد مثل الصين وتركيا دفعها إلى المنافسة، وجعلها تنظر بحرص شديد إلى محاولات القوات التشادية تقزيم دورها والحد من نفوذها واستبدالها بتحالفات أمريكية وإسرائيلية وروسية بمساعدات إقليمية لتنفيذ هذا التغيير، ما سيجعل المنطقة ملتهبة جراء هذا الصراع القبلي القائم على جميع الجبهات، دارفور التي ستعزز صفوف الجنيرال محمد إدريس ديبي المنتمي لقبيلة الزغاوة ذات القرابة لوالده إدريس ديبي، فيما ستمتد ألسنة لهب الصراع القبائلي المتشابك إلى دول الجوار مثل ليبيا حفتر الشر والسودان والنيجر.