من كوة نافذة في المصحة الكثيفة الاشجار.. وبينما كنت أراقب عن كثب عشائي الأخير ، كان أبنائي الصغار يلوحون لي بأيديهم وابتسامة بيضاء كالثلج تزين تغورهم الوردية ، كانت هذه الابتسامة الصافية كشلال رقراق كافية لملمة جروح غائرة ودماميل لا تريد أن تنقطع ، كانت نظراتهم الصادقة الي ، إلى والدهم الذي ينهار في لحظات اشبه بترياق يزيل سم الالم ، اشبه بقبلة حياة وباكسير شاف يعيد الى الروح ما تبقى فيها من رمق …. وفي الجهة المقابلة كانت زوجتي تعاين كل صغيرة وكبيرة ، تجري ، تطل من نفس النافذة ، تبتسم ، تخفي دموعها ، تسأل الأطباء والممرضات على حد سواء ، تحاول قدر الإمكان أن تجد جوابا كافيا لكل ما يتعلق بهذا المرض الزاحف الذي باغثني على حين غرة … يتبع ….