حدثان مؤلمان ودراما إنسانية بكل المقاييس، يجسدان مأساة المغربي لاجئا بأسبانيا هربامن واقع المعدلات القياسية للبطالة ،واستئساد أجهزة القمع، وتفاقم ظاهرةالفقر، ونقص الخدمات الأساسية بفعل عوامل كثيرة ومتداخلة ،في ظلها اصبح هاجس الهجرة الى اسبانيا وبأي ثمن يقض مضجع شباننا وشاباتنا وحتى ارباب الأسر بأطفالهم وماتيسر من امتعتهم وحيواناتهم الأليفة ، كأنما أعلن عن أن المغرب مكان لم يعدصالحا للحياة . الألاف من شبابنا ،ذكورا وإناثا ،يأخذون طريق الهجرة من دون إعارة ادنى اهتمام للمصير المأساوي الذي يضرب لهم موعدا بالضفةالأخرى ،وكثيرون وكثيرات يدفعهم التهور والرغبة الجامحة في إنجاح هجرتهم أولجوءهم وترجمة احلامهم الى حقيقة معاشة على أرض الواقع بأي ثمن وبأقصى سرعة ممكنة للدخول في علاقات او لسلك طريق غالبا ماتجعلهم يعرفون نهايات مؤلمة. بالأمس نطقت محكمة مدينةساباديل الكطلانية، بالحكم في قضيةاللاجئين المغاربة الذين توبعوا بتهمةارتكاب جريمةالإغتصاب الجماعي في حق فتاة إسبانية ،وجاءت الأحكام التي أصدرها القضاء في حقهم قاسية جدا ،بحيث حكم على المتهم الرئيسي ب31 سنة سجنا نافذا ، كما حكم على شريكيه ب13 سنة ونصف لكل واحدمنهما ،وهي أحكام سجنية قضت تماما على مستقبل هؤلاء الشباب ،وحولت حلمهم بتحقيق غد أفضل ببلد اللجوء ، الى مجرد سراب ،لكن ألم يكن حريا بهِِؤلاء الشبان تفادى السقوط في ارتكاب أفعال شنيعة ومخزية من قبيل الإغتصاب وتوجيه جهودهم نحو ماهوكفيل بالمساهمة في إنجاح مغامرة طلبهم اللجوء بإسبانيا ؟ الحدث الثانى الذى اهتزت له النفوس ،وأدمى القلوب باوساط مغاربة إسبانيا، يتعلق بجريمة القتل البشعة ،التى أودت بحياة لاجئ شاب في مقتبل العمر يسمى عصام حضور ذو 34 سنة ،كان يشتغل قيدحياته في مجال توزيع وإيصال طلبيات المأكولات الجاهزة على متن دراجته الهوائية ،الى أن قاده حظه العاثر مساء الرابع عشر من شهر ابريل الجاري، حيث يلتقى مع قاتليه، عصابة مكونة من اربعة شبان، وفتاتان قاصرتان، اشبعاه ضربا وركلا فقط لعدم تلبيته طلب احدى القاصرات بمدها بسيجارة لم تكن بحوزته، وبعداشباع عصابة القتلة لغريزة عنفها، تركت عصام مغمى عليه، قبل ان يعودو للاجهازعليه وسلبه امتعته ودراجته، وهناك بقي مطروحا ارضاطوال الليلة الى ان عثر عليه في صباح الغد، ليتم نقله للمستشفى حيث لفظ انفاسه الأخيرة. متابعة قضية عصام حضور وقضايا اخرى قبلها وبعدها ذهبت فيها حقوق الضحايا أدراج الرياح في غياب تنظيم قوي يتبناها وينصب نفسه طرفا في ملاحقة القتلة امام العدالة الاسبانية وجعلهم يدفعون ثمن جريمتهم غاليا جدا ، لذلك سنظل مصرين على الدعوة الى وحدة الصف، واتحاد الكلمة والالتفاف حول نواة المجلس المستقل المؤقت لمغاربة اروبا الذي سيرى النور في قادم الأيام .