لن نترك الوطن يضيع في غفلة منا .. ؟ عندما نتأمل في معنى الجرأة والوقاحة سنجد أنهما موقفين متناقضين تمام التناقض .. ولا بد أن نفرق بين الخيط الناظم و الشعرة الفاصلة بين كل من الجرأة والوقاحة .. الجرأة أن تكون في غرفة الانتظار محاصرا نداءً للوطن، و تغامر في المخاطر دون أن تخاف من العواقب.. أن تشارك أفكارك الجريئة في خدمة وطن، بحرية وبدون قيد أو شرط .. أما الوقاحة أن تعبر عن تحايل أفكار بطريقة ملتبسة مؤداها تهدئة أوضاع وأن تغنم وتحتفظ بها على امتياز كرسي، وتترك القارب بدون مجادف وتخاطر باستقرار بمن في القارب، حتى لا يصل القارب ولا من فيه إلى الضفة الآمنة .. لما لا نأخذ العبرة من دول تعطي الإشارة إلى تفعيل اقتران المحاسبة بالمسؤولية .. ؟ ولماذا لا نعترف بأخطائنا ونتعلم ونستفيد منها ونفيد بها استقرار وطن .. ؟ لماذا لا يجرؤ أي أحد من وزرائنا أو جميعهم على تقديم استقالتهم .. ؟ إلا إذا كانوا حريصين على أداء واجبهم بكل مسؤولية خدمة و مصلحة للوطن وللمواطن .. ! للوطن نساء ورجال يحمونه دون اكتراث للمخاطر ويبقى الوطن حضنا دافئا للشرفاء من رجاله .