ميلود الشلح وكوثر خرواع : خلال إنجازنا لهذا التحقيق الصحفي، اصطدمنا بصعوبة البحث ميدانيا في موضوع الفقهاء والشوافات واكتشفنا أن جميع متعاطي هذه الحرف يتوجسون خيفة من التحدث إلى وسائل الإعلام بكل أنواعها. والسبب حسب بعضهم أن العديد منهم تعرض لأضرار مادية ومعنوية بعد أن التقطت لهم صور ووضعت أسماؤهم على صفحات الجرائد. ومن أجل إتمام مهمتنا التي خرجنا من أجلها، اضطررنا إلى تقمص أدوار زبائن واختلاق سيناريوهات مختلفة قبل أن ننطلق في التجول عبر دهاليز عالم الشوافات والعرافين بمدينة الدارالبيضاء (نموذجا)، بدءا بسوق “العراكات” حيث يكثر هؤلاء ومرورا بحي سيدي عثمان ثم انتهاء بحي سباتة. قراءة الطالع أو “الفال“ لا يمكن لزائر سوق “جميعة” بحي درب السلطان بالبيضاء، أن يتجاهل المرور من زنقة “العرّاكات” المشهورة بمحلات العطارة المتخصصة في عرض الأبخرة والمستحضرات الغريبة التي تتشكل منها مختلف الوصفات السحرية. الزائر عندما يجوب هذه الزنقة، قد ينتابه شعور بالرجفة لما تقع عليه عيناه معروضا بالمحلات المصطفة يمينا وشمالا، من جلود الأفاعي والقنافذ والوطاويط وفراء الثعالب والذئاب وريش الطيور إضافة إلى بعض رؤوس الحيوانات المحنطة والحرباء والفئران المجففة... بعد دكاكين العطارين، وبالضبط فوق مارشي “جميعة” مباشرة، تصطف حوانيت أخرى أصغر مساحة، على شكل برّاكات، وتطل منها نساء من مختلف الأعمار من وراء ستار معلق بأبواب حوانيتهن، وينادين خاصة على المارات من بنات جنسهن: “آجي تنقشي آختي..” أغلب هاته النساء، حسب ما أكده لنا مصدر مطلع، يمارسن حرفة “تشوافت” أي قراءة الطالع، ويتخفين وراء امتهان نقش الحناء، أما العرافون من الرجال فإن أغلبهم أيضا من أصحاب محلات العطارة، وهم أيضا “يتنافسون” فيما بينهم على اصطياد زبائن من بين المارة من زنقة “العراكات”. لدى مرورنا من هناك لم تنقطع نداءات هؤلاء النسوة لزميلتنا كوثر محاولات جلبها ل”تنقش يديها بالحناء”. وفي النهاية استجبنا لدعوة إحداهن بالدخول إلى دكانها. امرأة يفوق عمرها الستين سنة وأثر العياء باد على محياها، محلها ضيق لا يكاد يسعنا نحن الثلاثة. عند الباب بادرت بسؤال الزبونة عن “مقصود الزيارة” أي هل أتت لنقش الحناء أم لقراءة الطالع؟ وبعد أن جلست فوق “هيضورتها” وقربت إليها طاولة صغيرة كانت أمامها، سألتنا من نحن ومن أين أتينا، فبادرنا بإخبارها بأننا مخطوبين لبعضنا البعض ونواجه مشاكل في تتويج علاقتنا بالزواج على سنة الله ورسوله. وعلي الفور أخرجت “لالة الشريفة” أوراق الكارطة من تحت طاولتها وبدأت بخلطها بحركات سريعة من يديها، ثم وزعتها على ثلاث مجموعات قبل أن تمدها للزبونة الجالسة أمامها طالبة منها اختيار ورقة منها ووضعها على قلبها، فلما فعلت زميلتنا ذلك طلبت منها مدها أولا ب”الفْتُوح”... تطلعت الشوافة إلى الورقة الممدودة إليها وبدأت تتفحص الرسم المثبت عليها، ثم غيرت ملامح وجهها وقالت: “عندكم العكس آبنيتي..”، ودون أن تترك لها فرصة طرح الأسئلة استطردت قائلة: “خاصكم تحيدو العْكس عاد يمكن ليكم تجوْجُو..”. وشرعنا في إمطار “لالة الشريفة” بعدة أسئلة حول مصدر هذا “العْكس” ومن الذي يحول بين رغبتنا في إكمال ديننا.. عاودت الكرّة من جديد وقالت إن أهالينا نحن الاثنين غير راضين بزواجنا وبالتالي فهم مصدر هذا العكس.. وفي الشوط الثالث من العملية اقترحت علينا لفك هذا المشكل أن يقتني كل منا نصف كيلو غرام من مادة “اللدون” المعروضة لدى محلات العطارة، ويُبيّتها تحت وسادته، على أن نأتي بها إليها في اليوم الموالي من أجل تذويبها تحت رجلي كل منا، فإذاك سنطرد العْكس الذي يلاحقنا حسب ما تدعيه لالة الشريفة. نفس السيناريو كررناه مرات تلو أخرى على عدة شوافات أخريات، لكن أجوبتهن اختلفت من امرأة إلى أخرى، وإن كن جميعا متفقات على ترديد ما يسمينه بالعْكس والسحور، إلا أننا استنتجنا أن كل الشوافات اللواتي قمنا بزيارتهن “لا يقشعن” شيئا ما دمن لم يكتشفن أمر السيناريوهات الوهمية التي اختلقناها لهن. وعندما توجهنا لإحداهن بهذا السؤال المحرج: كيف تتوصلين إلى رؤية ما لا يراه الآخرون؟ لم نجد جوابا مقنعا عن سؤالنا، لكنها عزت “البَرَكة” التي تتمتع بها هي من دون الناس الآخرين إلى موهبة ربانية تقول إنها أُعطيت لها، ولا يمكن لها أن تفصح عنها هكذا، لأي كان. خدمات للنساء فقط “الله يجعل باب هاد لعتبة فال خير عليك أختي، زيدي زيدي...”، هكذا استقبلتني الشوافة عند مدخل بيتها. متزوجة حديثا وأم لابنة تبلغ من العمر سنتين، سعيدة تقدم خدماتها للنساء فقط، ولسبب ما لا تستقبل الرجال الذين يفدون على بيتها بين الحين والآخر. قصدنا بيتها، سألنا صاحب دكان عن أشهر وأذيع الشوافات في الحي صيتا وخبرة، ليدلنا على مكان إقامة سعيدة وهو يثني على ما تقوم به “يديها” من معجزات بالإضافة إلى قدرتها الخارقة في قراءة الطالع و التنبؤ بالمستقبل. طرقنا باب سعيدة لتفتح لنا جارة لها تقطن بالطابق السفلي وهي ترحب بالزبناء الجدد لسعيدة، نادت عليها، انتظرنا خمس دقائق لتنزل سعيدة، رحبت بنا وسألتني عن العلاقة التي تربطني بزميلي، لنبدأ في اختلاق سيناريو اللقاء. اتفقت سلفا مع رفيقي على أن نتقدم لها كمخطوبين حديثا ولدينا مشاكل تؤجل ارتباطنا لا نعرف سببها إلى حد الآن. قالت لي “يكون خير”، لكن بشرط أن لا نصعد معا بحجة أن “العكوس” يأتي من جهة المرأة وليس من الرجل، ففي مجتمعنا دائما ما تكون الأنثى محط الأنظار والعين حسب الشوافة، لذلك فلا مكان للذكر في هذا المسلسل، وأن هذا “شغل العيالات”. صدمنا لأنه كان من المقرر أن يسجل زميلي الحوار الذي سيدور بيننا، صعدت معها إلى شقتها وأنا أتساءل عن كيفية تسجيل اللقاء، فأخبرتها أن علي النزول لكي استلم ثمن “الفتوح” من (خطيبي في السيناريو). وعند نزولي استرجعت آلة التسجيل وخبأتها بعناية كي لا ننكشف. في غرفة الجلوس جلست سعيدة تنتظر قدومي. غرفة تضم أثاثا بسيطا وجهاز تلفاز يصرخ بصوت عال، ابنتها تقفز علينا من كل جانب. استأذنتني في أخذ ابنتها عند الجارة لكي تسمح لها بالتركيز من أجل إتمام المهمة على أحسن وجه. سألتني عن مكان إقامتي فأجبتها أنني زائرة بعيدة ولا أعرف أي شيء عن المنطقة، اطمأنت عند سماعها ذلك ف”الشوافات” يهتممن كثيرا بما يروج عنهن وما يتداول عنهن سكان المنطقة، عن أساليبهم وحيل اشتغالهم. عند بداية اللقاء ارتبكت وأنا أحاول الضغط على زر التسجيل، أحست سعيدة بهذا الارتباك الذي لم تعرف مصدره، لتخبرني أنه لا يجب علي الخوف مما ستطلعني عليه، أجبتها أن هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها “شوافة”. شرعت سعيدة في قراءة الخط وهي “تضرب الكارطة”. أخبرتني بأشياء غريبة لا صلة لها بالواقع، أخبرتني أن رقم 10 يرمز إلي و 12 يرمز إلى الزوج و 11 يرمز إلى والدة خطيبي التي تحاول التفرقة بيننا، ثم أخرجت ورقة 10، وقالت لي “وهذه ترمز للرجل الأبيض، وإذن فهي ترمز لزوجك الأبيض”. طلبت مني وضع الورقات الثلاث جهة قلبي، وأن أقول العبارة المشهورة “ها قلبي، ها تخمامي، ها باش ياتيني الله”، رددت الجملة ثلاث مرات، أخذت سعيدة الورقات الثلاث، ودستها بشكل متناثر بين الأوراق، التي أخذت تخلطها ثم وضعت الأوراق على المائدة. قالت لي “قلبك على رجل يكون حنين”، وحملت مجموعة الورق الثانية وقالت “تخمامك في العتبة”، وأضافت موضحة “تريدين شراء شقة، ولك طموحات كبيرة”، وتناولت المجموعة الثالثة وقالت الشوافة” بعد أن قطبت “أه غادي يتيك الله بشي غيار أو هم”. ثم أردفت قائلة: “واقف عليك علام ولية صالحة خاصك تدي ليها طبقة عامرة بالسكر في مكناس”. كنت أنتظر منها أن تخبرني أنني لست متزوجة أو حتى مخطوبة وأن زميلي متزوج، لكن الحيلة انطلت على العرافة فبلعت الطعم. الخط الزناتي تتعدد أساليب وطرق قراءة الطالع باختلاف العرافين والعرافات، ففي حضرة “العرّاف” أو “الشوافة”، يقع الزبائن في حيرة الاختيار بين ورق اللعب (الكارطة) أو الرصاص المصهور (اللدون) أو ضرب الخط الزناتي، أو دعوة الأرواح، أو القراءة في السبحة (التسبيح)... في كتاب “المعتقدات السحرية في المغرب” أكد الباحث مصطفى واعراب، أن (ضرب الرمل) أو (خط الرمل) يعد تقنية سحرية لاستقراء الغيب، ويحفظ أسرارها السحرة المحترفون، وتستمد اسمها من ممارسة قديمة كانت تقوم على رسم خطوط سحرية من خلال «ضرب الرمل» أو التراب بأصبع من أصابع اليد، ثم تفحص الأثر الناتج عن الضرب ومقارنته بمجموعة من الآثار التي يتضمنها جدول سحري معلوم، وهكذا فإن لكل أثر من تلك الآثار قراءة خاصة لما يخفيه الغيب لصاحب الأثر. ويوضح نفس المصدر أن «خط الرمل» هذا عرف تحت اسم اشتهر به كثيرا هو «الخط الزناتي»، نسبة إلى الشيخ محمد الزناتي الذي طوره ووضع له أسسا وقواعد «علمية» ضمنها مؤلفه الشهير: «كتاب الفصل في أصول علم الرمل»، فتطورت الممارسة وانتقلت فيما بعد من ضرب الرمل على الأرض إلى «علم معقد» «يمارس بالمداد والورق ولا يفلح فيه إلا الحاذق من الفقهاء السحرة الذي يكون متمكنا من هز الخط: أي رفع الأثر وقراءته لطالب الاستشارة». بَرَكة سي الفقيه كثيرا ما نسمع عن بركة “سي الفقيه” فلان أو علان في المنطقة الفلانية، من قبيل أن بركته “تجمّد الماء” و”تذيب الحجر”. وهكذا تنتشر أخبار “نجاحاته” بين الناس كما تنتشر النار في الهشيم، فيبدأ إذاك كل من يسمع عنه في التقاطر على بابه من كل حدب وصوب، طلبا لخدماته.. هذه قصتنا مع واحد من هؤلاء. عرجنا نحو سوق الذهايبية بحي سباتة وسألنا عن “أمهر” الفقهاء هناك فتم إرشادنا إليه في الحين. اجتزنا المكان المخصص لببع المجوهرات ثم اتجهنا إلى الجهة الخلفية لقيسارية المجوهرات، حيث توجد برّاكات قصديرية بعضها عبارة عن دكاكين عطارة والبعض الآخر محلات تشبه أوكارا يقبع بداخلها “فقهاء” وعرّافون بحسب ما تشير إليه لافتات معلقة عند كل باب من هذه البراريك. جميع العرافين كانوا آنذاك منهمكين في تقديم خدماتهم لزبائنهم الذين لاحظنا أن أكثرهم من النساء. أخيرا وصلنا كوخ الفقيه سي (...). وجدنا لديه زبونان ينتظران دوريهما، امرأة وشاب، فقررنا أن نجلس إلى جنبهما فوق صناديق خشبية مهترئة كانت تستخدم في نقل الخضر، وننتظر حلول دورنا. لا شيء في هذا الكوخ القصديري يوحي بأنك تجلس في حضرة “فقيه”، بل حتى سي الفقيه بنفسه لا يبدو على الهيئة المعهودة للفقهاء (جلباب وطاقية وبلغة). رجل في الأربعين من عمره يرتدي سروال “دجينز” وقميصا عاديا. لاحظنا أن البعض يقصد سي الفقيه ل”هزّ الخط” وقراءة الطالع، والبعض الآخر تنصب رغبته أساسا في الحصول على تمائم يعتقد أنها تجلب الحظ وتجعل حاملها مرغوبا فيه لدى الجميع وكلامه مسموعا ومُجابا من طرف الكل، مثل هذه السيدة التي أسرّت لسي الفقيه بأن يكتب لها حجاب “القبول” بعد أن أمدته بورقة مالية دسّها في جيبه دون أن يتفحص قيمتها، قبل أن يعقد معها موعدا بعد يومين لتعود إليه لتستلم ما طلبته. عندما حان دورنا، أخبرناه بأن مرافقنا (سائق المساء) فقد قدرته على الكلام منذ قرابة ستة أشهر، وأننا لا نعرف سبب هذا المصاب إلا أن بعض الناس أشاروا علينا بأن شفائه سيكون بإذن الله على يد سي الفقيه فلان... استبشر خيرا ورحب بنا وطمأننا بأن ظننا لن يخيب فيه. وبعد أن أمرنا بتقريب “المريض” الذي يمثل دور أخرس، وضع يده اليمنى فوق جبهته وشرع يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، وفي نفس الوقت كان المريض يحاول الوقوف والإفلات من قبضة سي الفقيه لكن الأخير يحاول إرساءه في مكانه مع الاستمرار في تلاوة القرآن.. وبين الفينة والأخرى يقطع قراءته ويتوجه مخاطبا الأرواح الشريرة التي تلبس -حسبه- هذا الشاب بقوله: “مالكم مع هذا السيد؟” بعد هنيهة، التفت إلينا سي الفقيه ليخبرنا بأن أمر هذا الشاب في خطر كبير، ويلزم “صَرْعُه” اليوم قبل غد من أجل إخراج الجن الذي “يسكنه” ويمنعه من الكلام... وكشف لنا عن طريق “وسائله الخاصة” أن سبب هذه النازلة هي بنت، حيث أوضح أنها كانت على علاقة معه فلما تخوفت من فقدانه لجأت إلى إخراسه حتى تضمن ألا يكون من نصيب فتاة أخرى. غير أنه هدّأ من روعنا بتبشيرنا بأنه سيقوم بطرد الجني وإعادة الشاب إلي حالته الطبيعية. ثم انهمك في تقطيع أربع وريقات على شكل مربعات، خط في كل واحدة منهن جدولا تتوسطه أحرف وعبارات غير مفهومة، بواسطة قلم قصبي وصمغ مصنوع من الزعفران، وأمدها إلينا مصحوبة بورقة أخرى كتب عليها أسماء بعض البخور التي أكد على اقتنائها ومزجها في إطار وصفة اشترط أن يدهن بها المريض ويبخر بها مده ثلاث ليال، وودعنا واعدا إيانا بأن المياه ستعود إلي مجاريها. استغرق مكوثنا عند السي الفقيه ما يزيد عن نصف ساعة، وبمجرد أن وطئت أقدامنا عتبة تلك البراكة المظلمة، نظرنا إلى بعضنا البعض ثم انفجرنا ضحكا.. وأقفلنا عائدين لتحرير هذا الموضوع. كيف يخدع المشعوذ ضحاياه؟ لم تعد الشعوذة مجرد مهنة يحترفها البعض للنصب على السذج من الناس والبسطاء الذين فقدوا الأمل في حل قضية ما أو علاج مرض ما.. بل أصبحت تجارة رائجة ورابحة ولم تعد هذه المهنة مقتصرة على المحتالين والنصابين، بل أصبحت مهنة المثقفين الذين رأوا فيها وسيلة لكسب العيش السريع دون تعب أو شقاء. وعلى الرغم من أن هذه المهنة غير متعبة جسدياً، إلا أنها تتطلب طقوسا معينة يستطيع من خلالها المشعوذ إقناع ضحيته بقدرته على التحدث مع أولياء الله الصالحين أو مع الشياطين، وهذا يتطلب البخور وألبسة غريبة إضافة إلى بعض المؤثرات الصوتية وعدد من السحالي والحشرات وأنواع مختلفة من الأعشاب، وجلود الحيوانات... مع ضرورة وضع الضحية في جو من الرهبة... وربما يتساءل البعض: كيف يتمكن المشعوذ من خداع الناس؟ والجواب أن متعاطي الشعوذة يتمتعون بشخصية فريدة، ولهم قدرة كبيرة على الإقناع، وعلى درجة عالية من الثقافة والذكاء، ويحرصون على معرفة تفاصيل كثيرة حول المترددين عليهم. وأسرّ لنا أحد الفقهاء مشترطا عدم ذكر اسمه بأن الساحر أو الدجال يتوفر على شبكة من الأفراد يتقاسم معها المكاسب المادية التي يستولون عليها من ضحاياهم. ويضيف نفس المصدر أن العراف أو الساحر يكون له في منطقة نشاطه مساعدون يقومون بجمع الأخبار والمعلومات عن الشخص الذي يتردد عليه ولو لمرة واحدة. وشرح لنا مصدرنا كيف يخلط بعض المشعوذين بين الدين والخرافات لضمان إسقاط ضحاياهم في المصيدة، وقال إن العديد من حفظة القرآن يشتغلون في السحر لكون هذه المهنة لا تحتاج إلى رأسمال كبير، فكل ما تحتاجه هو لحية طويلة ولباس غريب وقليل من البخور، وكلما ظهر المشعوذ بأنه كبير في السن كلما كان أقدر على الإقناع، فهو يتشبه بالعالم، بوقاره وهيبته، ليكسب احترام الآخرين. وختم المتحدث كلامه بقوله: “إننا نكاد لا نجد حجابا، أو عملا أو سحرا يخلو من الآيات القرآنية، وذلك تمسحا بالدين واستغلاله لأغراض دنيئة هدفها النصب والاحتيال”.