عبد الله ساورة لعالم اليوم الدولية في درس الصفعات كل منا ينظر إليها بنوع من الغضب… باختلاف درجاتها… الصفعة مثل الوعي.. ومثل الدرجة الصفر في الكتابة… صفعة المعلم في القسم تعلمك الانضباط والاجتهاذ والتركيز…. صفعة الحب بالمجاز تعلمك كيف تختار من تحب…. في درس الصفعة يحضر دائما درس التذكر والتنمر ومحاولة النسيان و ودرس إعادة الصفعة صفعتين قبل أن تبرد… لذلك سميت الصفعة بمفعولها اللحظي…. الصفعة نوع من المواجهة تنتهي بسرعة البرق… وفي غفلة من الاخر… الصفعة امتحان على التجاوز…. هي نوع من الغبن والكبرياء الممزوج بالغدر…. صفعة كوفيد كانت قاسية… كنت انظر للمرضى وهم يصفعون يوميا بعدم قدرتنا علي اي شيء سوى أن نبتسم في وجوههم من مختلف الأعمار…. كانت المستشفيات عامرة كأنها تتلقى كل يوم صفعات جديدة لا قدرة لها على احتمالها….ومع ذلك يصبر الممرضون والأطباء والمسعفون اناثا وذكورا على وقع الصفعات…. الصفعات تقتل… الصفعات تتحول إلى كابوس مزعج ومع ذلك نتحمل ثقلها… لأن مهنة الممرض والطبيبة مثل فوهة المدفع… لذلك فور خروجي من المستشفى عوض أن اتلقى مكافئة على ما قمنا به في مواجهة الموت اتلقى صفعة الذل…. أصعب شيء أن تتلقى صفعة المهانات… أقسى شيء أن تمتد إليك يد قصيرة غير مبصرة لما تفعل دون احترام لانسانيتك إلى خذك لتذكرك أن السلطة فوق المقامات…. فوق يد المعلم…. وفوق يد الطبيبة… فوق كل شيء…. صفعة الذل لاتنسى سواء سجلت في حضرة الغياب أو الحضور… أو مصورة…. تشهد على نذلاتها واحتقارها لذاتها ولسلطتها ولتطاولها…. لا أتذكر في حياتي سوى صفعتين… صفعة والدي أن أكون رجلا وصفعة المعلم أن أكون يقظا وما تبقى من صفعات هي صفعات للذل والمهانات وما أكثرها…. مثل الحناجر في أكثر من جهة وفي موضع و من من إياد لا تعرف سوى التطاول…..