هاهي الأرض تتكلم بعد صمت طويل، تُخرِجُ كل أنواع الفواكه، هاهي تزف لي بشرى في الوقت الذي فقدت فيه الأمل في الحياة. طول عمري لم تنصفني الحياة في الحب. ربما ربحت أوراقا كثيرة في فنون العلاقات، أو ربما ربحت أعداء بسبب ابتسامتي البريئة طول الوقت، لست ذكيا بما يكفي لأربح مواقع متقدمة، لأنني غبي في استعمال الطرق النفاذة، لكنني أعتبر نفسي محظوظا عندما سقطت ذات يوم في نهر الأدب، لحسن حظي أنه ابتلعني ولم يتم إنتشالي، تعرفت على أسماء عجيبة في الأدب، بواسطتهم شربت كأسا أو قل غرورا كؤوسا في ملاحم العشق، لكن لازلت أشعر بالعطش الشديد، ياله من جشع كبير يَحُفُني، لازالت أبحث وأطالب بالمزيد، وفي كل مرة أبحث عن تفسير مقنع، أجِدُ حرائق الضعف تسيطر على كل مفاصل روحي. مع مرور الأيام تعلمت أن الحياة لايمكن أن تعلمك كل شيء، أو بعبارة متداولة جدا، لايمكن أن تعطيك كل شيء. ولكن أنا لا أريد كل شيء، أنا زاهد في كل شيء إلا الحب. أريد الحب. وليسقط العالم فجأة في سبات عظيم. أعرف أنني أناني في مطلبي الخرافي هذا، لكنني لن أتوقف عن الضرب في الصخر، سأمد يدي إلى الله. سأقرأ كل سور الحب حتى يسقط الحب طوعا أو كرها من السماء. هذه الأيام، أرى السماء انفرجت بعد أن كانت متجهمة في وجهي مددا طويلة، أشعر أن القدر يناديني، يسلمني رسالة اطمئنان، يحثني أن أتقدم نحو الحياة، أو بالأحرى نحوها بكل هدوء، أعانقها بصفاء الصفاء، أحكي لها مساري الصغير، أهاتي ، كبواتي، ندمي الكبير يوم ركبت حافلة في اتجاه يعاكس مقامات الحب الكبير. مهما حاولتُ، فهي لاتعرف أنني كنت أنتظرها مند فترة طويلة جدا. فهي لا تعرف أنها مفتاح الحب، وأنها الدار، وكم سأعمل جاهدا لأضع لها في كل غرفة صورة لها، أصافحها كل يوم بقبلتي الصباح والمساء، وأعد لها القهوة بطريقتي التقليدية، سأتركها تنام في حضني كلما شَعُرَتْ بالعياء، لن أوقِدَها إلا عندما تبدأ قطرات المطر تسقط على زجاج النافذة. أريدها أن تعرف أنني انتظرها، في ذلك المكان الموعود، دون موعد سابق، سأعرِفُها للوهلة الأولى عندما تمر من أمامي وهي ترتدي قميص الحياة، عيناكِ ساحرتان، سأعرفك بسهولة، وسأتبع خطواتك خطوة خطوة، وأنت تتجهين نحو قدركِ، قدري، قدرنا المحتوم. أنتِ الأرض الخضراء التي كنتُ دائما أحلمُ بها، أنت الفاكهة بطيب عذوبتها، أنْتِ وعدٌ قطعته على نفسي في ليلة ليلاء ولا أريده أن يهرب مني… فمُدي يدك بيدي، ودعيني أعشقك بطريقتي….