في أكبر عملية من نوعها في العالم، تمكنت السلطات الإيطالية من توجيه أكبر ضربة لتمويل تنظيم داعش الإرهابي. السلطات الإيطالية، وضعت يدها على 14 طنا من الأقراص المخدرة التي تصنعها داعش، كانت في طريقها إلى أوربا... شحنة... يقدر ثمنها ب 1 مليار أورو، كان يفترض أن يساهم في تمويل "جهاد داعش" من أجل إقامة ... دولة الخلافة الإسلامية. قبل أشهر قلية مضت، فهم رجال المخابرات والشرطة المالية الإيطالية، أن رسمة "هلالين" وضعت بعناية على حبات أقراص مهلوسة، لم تكن مجرد علامة تجارية أول شحنة تم ضبطها بميناء "ساليرنو" بإقليم كامبانيا، جعلت السلطات الإيطالية المختصة تفهم أن الأمر لم يكن سوى البداية... أن رسمة ال"هلالين" كانت، ببساطة، العلامة التي تضعها "داعش" على مخدراتها... مخدراتها التي توزعها على الإرهابيين التابعين لها، لخفض درجة الخوف والألم والتردد، وتبيعها للمدنيين، أو لنقل، لضحايا "داعش" المفترضين... لأنها تزيل عنهم الشعور بالإرهاق والتعب وتحملهم نحو عوالم النشوة. ... منذ سنوات طويلة، صارت المخدرات الصلبة، وأقراص الهلوسة أساسا، أهم مصادر تمويل العمليات الإرهابية ل"داعش"، وبهذه المخدرات... يريد التنظيم الإرهابي، إقامة دولة الخلافة. السلطات الإيطالية، وفي عملية نوعية، تمكنت من ضبط شحنة أقراص هلوسة تابعة لتنظيم داعش، بلغ وزنها الإجمالي 14 طنا، وتحتوي على 84 مليون قرص مهلوس تم إنتاجه من طرف التنظيم الإرهابي في سوريا... ويقدر ثمنها ب 1 مليار أورو. يتعلق الأمر ببساطة، بأكبر عملية مصادرة لحبوب هلوسة على الصعيد العالمي، كانت موجهة نحو عصابات منظمة إيطالية تعمل مع داعش، في أفق تسويقها داخل كل أوروبا. الأقراص المخدرة كانت مخبأة داخل 3 حاويات، تم التعامل معها في ميناء "ساليرنو"، وكانت تضم شحنة من الورق الموجه نحو الاستعمال الصناعي، وآليات موجهة نحو شركة في ملكية إيطاليين، ويوجد مقرها بسويسرا... عملية اليوم... أكدت في النهاية، أن حدس رجال المخابرات والشرطة المالية، لم يكن مخطئا. تلك الشحنة الأولى التي تم اكتشافها قبل أشهر، لم تكن سوى بداية الحكاية، وخلف تلك الشحنة... كان يختبئ في الأصل... واحد من أهم الآليات الاقتصادية والتمويلية للتنظيم الإرهابي (داعش). تلك العملية الأولى التي تم اكتشافها قبل أشهر، لم تكن حدثا عابرا... مباشرة بعدها، سيتم اتخاذ قرار بتقوية العمل الاستخباراتي، ومحاولة فهم الإطار العام للعملية، ودور ميناء "ساليرنو" فيها. أول خيوط الحكاية، كانت محاولة فهم المسار الذي سلكته أول شحنة أقراص مخدرة قبل أشهر... تلك الشحنة... تم "إرسالها" من طرف شركة سورية، وميناء ساليرنو، كان يفترض فيه أن يكون مجرد محطة توقف مؤقت فقط، لأن الشحنة (تضم أدوات مكتبية وملابس) كان يفترض أن تواصل طريقها (في الوثائق الرسمية)... نحو ليبيا، عن طريق شركة سويسرية في ملكية إيطاليين. كل هذه التفاصيل... لم تكن مقنعة بالنسبة للسلطات الإيطالية، ولأجل ذلك... حين توقفت الشحنة في ميناء "ساليرنو"، تدخل رجالها مباشرة وقاموا بعملية تفتيش ومراقبة... ليكتشفوا شحنة الأقراص "الداعشية"، ولتنطلق حينها التحقيقات، لكن... دون أن تتدخل على الفور أو تحجز على الشحنة... السلطات الإيطالية انتظرت منذ تلك اللحظة (قبل أشهر)، وصول الشحنات الثلاث الأخرى، والتي تم إرسالها من طرف نفس الشركة السورية... والموجهة نحو نفس الشركة السويسرية. وثائق الشحنة ومسار رحلتها كانت مطابقة لمسار ووثائق الشحنة الأولى... لكن الأقراص المخدرة الداعشية هذه المرة، كانت مخبأة بطريقة أفضل... الأقراص المخدرة التي قدرت قيمتها ب 1 مليار أورو، كانت مخبأة هذه المرة، داخل أسطوانات ورق، وآليات ميكانيكية... أقراص مخدرة، لم يكن يفترض فيها أن تواصل طريقها نحو ليبيا، كما كانت تشير إلى ذلك الوثائق الرسمية للشحنة... بل كانت وجهتها الحقيقية، ميناء ساليرنو الإيطالي... ومنه، كل أوروبا. رغم أن التحقيقات لازالت في بدايتها، إلا أن المعطى البارز لحدود الآن... أن مخدرات داعش، كان يفترض أن "تغزو" كل أوربا، بالتعاون مع عصابات منظمة إيطالية. فالشركة الموجود مقرها في سويسرا، والتي يفترض أن الشحنة موجهة لها... هي ببساطة، في ملكية إيطاليين