تمر منطقة الشرق الأوسط الآن بحالة من السيولة السياسية، تبنى فيها تحالفات جديدة ومناطق نفوذ وإنشاء قوى إقليمية، يتصدر المشهد الآن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، كل من إيرانوتركيا وإسرائيل، أما العرب فهم خارج اللعبة يبحثون عن التحالفات بدل التوحد في صف واحد، لو تم ذلك سيكون العرب قوة عظمى عظيمة الموارد والإمكانات البشرية، لكن قياداتهم خائنة، أمريكا الآن تلعب دور الجد مع الأحفاد، فهناك نشاط محموم لفرض سيطرتها وتوزيع الغنائم ومناطق نفوذها على اللاعبين الجدد في المنطقة، في حين دول عربية كثيرة تشردمت منها التي اختارت الإصطفاف إلى جنب إسرائيل والبعض اختار إيران والبعض اختار تركيا، لكن لم يفكروا أن يختاروا بعضهم البعض… لا مجال للمقارنة بين حال هذه الدول وحال الدول العربية التي تزحف على بطنها للتطبيع وتطوير العلاقات مع الصهاينة ظناً منهم أن هذا سيساعدهم، وهو في الحقيقية دمار لهم ولشعوبهم على المدى البعيد، بعد حرب الخليج تآمروا على الفلسطينيين ودفعوا بهم دفعاً للذهاب إلى المفاوضات، مثلما يحصل الآن للقبول بصفقة ترامب، حوصروا وجففت الموارد، كانت الخطيئة الكبرى هي كيف أديرت المفاوضات وما تلاها من انهيار وتدمير النسيج الإجتماعي الفلسطيني وبمعية أيادي فلسطينية، ولكن منذ النكبة لم تتوقف المقاومة عن القتال حتى في أوج التطبيع، الكل يعرف الآن أن فئة قليلة من الشعب الفلسطيني هي التي ما زالت تؤمن بالسلام مع الصهاينة، ورغم كل هذا المشهد الحزين لم يتعظ العرب من التجربة، في الظرف الحالي وكل ما حصل بعد أوسلو التطبيع صار نوعاً من الحمق وليس الخيانة فقط، ولكن أظن أن العرب والصهاينة أصبحوا متساويين في الفساد والتدمير الذاتي وهذا مقتلهم جميعاً. ألم يتعظ العالم العربي من تجارب مع الصهاينة ؟