“في إطار البحث عن النموذج التنموي الجديد، يجب الأخذ بعين الاعتبار صورة وسمعة المغرب، من أجل جلب الاستثمارات والسياحة، وكذا الدفاع عن موقع المغرب…ذلك رهين بتحسين صورة المغرب في الخارج عبر الجالية المقيمة هناك”…هذا مقطع من المحاضرة الافتتاحية لعبد الله بوصوف أمين عام مجلس الجالية المنتهية ولايته منذ 8 سنوات و 58 يوما بمعرض الكتاب… “سمعة المغرب”؟… أنت آخر من يتحدث في هذا الباب…هل نسيت ما جره علينا تحقيق إلموندو صيف العام الماضي، حتى بتنا جميعا إما لصوصا أو محتالين أو مبيضي عملات أو عناصر شبكات غسيل الأموال؟ هل نسيت أن الملف لا يزال جاريا بمحاكم إسبانيا، وأننا أصبحنا بجريرة ذلك متهمين حيثما رحلنا، إلى أن نثبت أننا براء مما قد ينسب إلينا؟…هذه واحدة … ثانيا: تحسين صورة المغرب عبر الجالية المقيمة هناك؟ عن أية جالية تتحدث؟ هل نسيت أنك لا تعترف بالمواطنة المغربية لمن ولد هناك منها أو تجنس … تعتبره ابن بلد الإقامة حيث هو، لا علاقة له بالمرة مع بلده/الأصل؟ … كيف تطالبه بأن يدافع عن صورة المغرب وأنت تنزع عنه صفته المغربية الملازمة له، الجارية في عروقه والمحددة لكينونته؟…هل تنكر أنك من أشد المعارضين للمشاركة السياسية للجالية بدعوى “عدم نضج الظروف”، مع أن مشاركة الجالية كانت قائمة بداية الثمانينات، ومنصوص عليها في الدستور وأسهمت بقوة في تأجيلها واستبعادها بالتدريج؟ لو كنت تريد من الجالية أن تدافع عن صورة المغرب، ما دفعت بضرورة رفع الغطاء عن هويتها… ما تنكرت لمواطنتها … ما أقحمتها في سياق بيئة هشة، تطرد أكثر ما تحتضن؟… ما الذي فعلته فيك الجالية حتى تكن لها كل هذا العداء …أكثر من 12 سنة، لم تخلف بمرورك بالمجلس أثرا يحسب لك…الكل يحسب عليك … يكفي هذه الجالية أنك لا تزال كابسا على أنفاسها بدون موجب حق ولا قانون؟ …لقد طفح بها الكيل…حتى جعلتها تيأس وتلعن اليوم الذي أنشئ فيه هذا المجلس أصلا…