الصويرة من المعلوم أن ثمار شجرة الخروب، ثروة طبيعية تجلب لمهنيي القطاع المغاربة أرباحا كبيرة بالعملة الصعبة، وتدر أزيد من 70 مليار سنتيم، ويدخل صمغ نواة ثمرة الخروب في العديد من الصناعات الغذائية والطبية والصيدلية ومواد التجميل، كما تحول مخلفاته العضوية إلى أعلاف للمواشي والدواجن، غير أن مهنيي القطاع بالمغرب، دقوا ناقوس الخطر جراء تداعيات تطبيق إدارة المياه والغابات لمقتضيات ظهير شريف في حفظ الغابات واستغلالها صدر منذ عهد الحماية الفرنسية (أكتوبر 1917 (والمعمول به إلى حدود الوقت الراهن، المقنن لعمليات الجني والتخزين ونقل المواد الغابوية، مقابل سيل من العقوبات الزجرية سالبة للحرية والذعائر المالية في حالة مخالفة القانون. وهي الحالة التي جعلت القطاع يتخبط في حالة تناف، بين مطرقة تطبيق النص القانوني وسندان التصرف في حق الملكية الخاصة، رغم أن نسبة الأراضي الغابوية المشجرة بالخروب أصبحت تشكل 90 %من الملك الخاص المحفظ بالمحافظة العقارية. وفي هذا الصدد، يفصح أحد المصدرين: بأن "المهنيين المغاربة، قد تكبدوا خسارة مادية فادحة، بعد إرجاع عدة حاويات للشحن البحري إلى الموانئ المغربية، محملة بالأطنان من المنتوج، مرفقة بتقارير سلبية موجهة من قبل شركات الدول الموردة، أنجزت بعد نتائج الفحص المخبري، وجاء في فحواها أن مادة الصمغ المستخرجة من نواة ثمرة الخروب المغربي، تطفح عليها بقع سوداء وتخمر يفوق المعدل المحدد، زيادة على شوائب كيميائية جراء سوء ظروف التخزين، وانعدام الإدلاء بشهادة الجودة والسلامة الغذائية التي تثبت خلو المنتوج من المواد الكيماوية". المضاربين و"الشناقة" على المنتوج، مستغلين في نفس الوقت، المعوقات الإدارية لإدارة المياه والغابات وعن ظروف التخزين، كشف نفس المصدر "أن المدة قد تتجاوز أحيانا أربع سنوات يتم خلالها استحواذ ليمتنعوا عن تزويد المصانع المحلية بالمنتوج إلى حين ارتفاع الطلب، وبالمقابل، لا يمكن لملاك الأراضي الخاصة المشجرة جني أو نقل المنتوج، إلا بعد خوض معارك المساطر الإدارية للحصول على ترخيص، في ظل غياب تام لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية". وفي نفس السياق، علق مصدر حقوقي بخصوص ظهير 1917 المتعلق بحفظ الغابات واستغلالها، الصادر في عهد الحماية الفرنسية: "إن ظهير المقيم العام الفرنسي، المارشال اليوطي، كان عبارةعن مقاربة أمنية، للحد وتتبع تحركات فلول المقاومة المغربية التي كانت ترابض بالغابات والجبال والجيوب".