التأمت فعاليات متعددة لإنجاح يوم تكويني و تواصلي احتضنه إقليم أسفي يومه الأحد عاشر شتبر الجاري، و ذلك في سياق سلسلة اللقاءات و المبادرات التي تنزلها جمعية أولاد الجورب للتنمية القروية و التي تنشط جمعويا على مستوى الجماعة الترابية للغيات جنوب أسفي. و جاء اللقاء الذي احتضنه المركز النسوي بذات الجماعة، من أجل خلق نقاش موسع حول مفهوم المساءلة الاجتماعية، و ما يرتبط بذلك من استراتيجيات تروم أساسا تقييم السياسات العمومية المحلية. هذا و أطر اللقاء التكويني الأستاذ و الخبير القانوني و المستشار جواد البوهالي الذي أسهم بشكل ملحوظ في التعريف بموضوع الدورة التكوينية و التواصلية، و استطاع أن يجسر بينه و بين الحضور للتفاعل سواء من خلال العرض التفاعلي حول الموضوع أو عبر الورشات التي نظمت على هامش اللقاء. و ارتباطا بذات الموضوع، فقد تشكل الحضور من فعاليات إعلامية و جمعوية و تربوية و حقوقية و سياسية من جماعة الغيات و خارجها، فعاليات اجتمعت لتدارس موضوع المساءلة الاجتماعية و بسط تجاربها المتعددة، و كذا تسليط الأضواء على قضايا الشأن المحلي بالغيات و بجماعات بالإقليم. و من جهته، فقد أبرز الأستاذ المكون حدود دلالات مفهوم المساءلة الاجتماعية و بداياته، و الأدوار الجديدة التي منحها المشرع المغربي للمجتمع المدني، علاوة على تطرقه لتطور المجتمع المدني بالمغرب و الدور المكمل الذي تلعبه الجمعيات فيما يخص عمل الجماعات الترابية و المؤسسات القطاعية. و لامس، في سياق المساءلة الاجتماعية ذاتها، مفاهيم الرقابة الداخلية و الخارجية و عيوبهما، بالإضافة إلى أدوار الإعلام في تكريس مبادئ المساءلة و لفت الانتباه إلى مكامن الخلل انطلاقا من مقاربة إعلام هادف، مواطن و بناء، نقط يضاف إليها تلك المتعلقة بالحكامة الجيدة و واقع اشتغال جمعيات المجتمع المدني و المشاريع التنموية و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و العقد الاجتماعي الجديد. المداخلة التقديمية التي افتتح بها الأستاذ جواد البوهالي لقاءه التكويني جاءت مفصله في عديد القضايا ذات الصلة الوطيدة بعمل الجمعيات، و بالشأن المحلي و تقييم و تتبع السياسات العمومية و اعتبرت أرضية للنقاش بين الفعاليات الحاضرة؛ حيث أراد لها أن تكون متخللة بإغناء و إثراء من الحاضرين الذين أسهبوا في الحديث عن جوانب مهمة تصب في موضع الدورة. و مباشرة بعد العرض التفاعلي الجماعي الذي فصل في موضوع المساءلة، تم المرور إلى ورشات تطبيقية في الموضوع نفسه؛ بحيث قسم الحاضرون إلى مجموعات لإنجاز بطاقة التقييم المجتمعي حول جماعة الغيات الترابية، و انقسمت الفعاليات الحاضرة إلى ثلاث مجموعات : الأولى أطلق عليها اسم " متلقو الخدمة" و الثانية خصصت ل "مقدمي الخدمة" و الأخيرة حملت اسم "الإعلام المحلي". و شخص الحاضرون قضايا ذات طابع محلي من خلال تدارس مؤشراتها و تجلياتها، و كذا الحلول الممكن توجيه الأمور إليها؛ إذ سلط الضوء على إشكالات البنية التحتية لمركز الجماعة و الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب و ضرورة حماية الملك العام و تثمين مرفق النادي النسوي و إعادة و الاعتبار له، و الارتقاء بالتجارب الجمعوية المثمرة و تسويق اشتغالها كما هو حال جمعية النقل المدرسي للجماعة و الجمعيات التي كانت ممثلة خلال الدورة التكوينية. حري بالذكر بأن الحاضرين للدورة التكوينية لجمعية أولاد الجورب للتنمية القروية خلصوا في النهاية إلى ضرورة مواكبة المجتمع المدني للتشريعات المرتبطة بالمجال، و القيام بأدواره المنصوص عليها قانونيا و دستوريا، من أجل المساهمة في بناء سياسات عمومية للمجتمع المدني فيها غير قليل من الاقتراح و التتبع و التقييم.